
على إثر تقديم تونس بمعية الصين والنرويج على خلفية التطورات التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأيام الأخيرة مشروع بيان إلى مجلس الأمن يدعو الكيان الصهيوني إلى وقف أنشطة الاستيطان والهدم وطرد الفلسطينيّين، اعترضت الولايات المتحدة في اجتماع يوم الاثنين الماضي 10 ماي على هذا البيان مما منع صدوره باسم المجلس. وذلك رغم صيغته المرنة التي لا ترتقي إلى حجم انتهاكات الصهاينة لحرمة المسجد الأقصى وانتزاع بيوت الفلسطينيين وهدمها وتهجير العائلات الفلسطينية وقضم الأراضي وطمس للهوية التاريخية والحضارية للمدينة المقدّسة . بل إن الولايات المتحدة لم تتورع على الدفاع على الغارات الوحشية التي شنها الجيش الصهيوني على قطاع غزة منذ يومين موقِعًا العشرات من الشهداء ونددت في المقابل بصواريخ المقاومة داعية كالعادة إلى “التهدئة وضبط النفس”.
إن هذه المواقف المعادية للحق الفلسطيني تبين مرة أخرى فشل مواصلة رهان البعض على اعتماد الطرق الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتفاوض والتطبيع مع الكيان المحتل. وقد قدم شعبنا الصامد في فلسطين خلال الأسابيع الأخيرة الحل البديل والمتمثل في المقاومة بمختلف أشكالها سواء بالاعتصام في المسجد الأقصى أو رفض مغادرة المنازل في حي الشيخ جراح أو القيام بالعمليات البطولية مثل عملية زعترة وصولا إلى إطلاق الصواريخ على الكيان المحتل وإدخال الرعب في صفوفه وفي قلوب المستوطنين.
إن ما يسطره أبناء الشعب الفلسطيني هذه الأيام من بطولات بمن في ذلك الأسرى في سجون الاحتلال بصدد إحداث نقلة نوعية تمهد لقبر كل المؤامرات وطي صفحة الربيع العبري المشؤوم التي كانت فلسطين أول ضحاياه.
ولئن لم تتوقف القوى الوطنية في الأقطار العربية عن إسناد المقاومة الفلسطينية ولو بمستويات مختلفة فإن المطروح عليها بعد هذه التطورات تكثيف الدعم الإعلامي والسياسي مثل مزيد التعريف بالنضال اليومي الفلسطيني ومقاطعة كل أشكال التطبيع مع الصهيونية وتجريمه
عن المكتب السياسي
الأمين العام
المنجي مقني
حركة النضال الوطني تونس – 11 / 05 / 2021
تحرير كرامة وحدة