صوت الوطن : العدد (55) أوت 2022 – ملف العدد
لم تجد منظومة 24 جويلية ومن تذيّل لها والتي فضحها التصويت بنعم على دستور 2022 من أساليب للتغطية على فشلها سوى بث الفتنة واختلاق الأكاذيب عملا بالمثل القائل: اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس.
الكذبة الأولى هي “الديمقراطية المهدَّدة” و”الدكتاتورية الزاحفة”. ففي قاموس هذه القوى الاستعمارية وعملائها، فإن كل من هو وطني يُصنـَّـــف دكتاتورا مقابل غض الطرف عن أشد الأنظمة قمعا وقهرا وقتلا نظرا لعمالتها. ففي تونس يشتمون الرئيس قيس سعيّد صباحا مساء ويحتجون ويتظاهرون ويُشنّون إضرابات الجوع ثم يتباكون عن الديمقراطية، أما في بلد قناتهم الفضائية المفضّلة “الجزيرة” التي تنقل على المباشر تحركاتهم وتنبح طوال اليوم عن غياب الديمقراطية في تونس بل و”تقدّم لنا دروسا فيها”، في هذا البلد أيْ قَطَر لا يوجد دستور ولا تقع انتخابات ولا يجتمع برلمان ولا تنتظم نقابات وليس هناك مجتمع مدني ولا إعلام حرّ فهو بلد مَرْضِيّ عنه لأن به قاعدتي العيديد والسيليّة التي انطلقت منها الطائرات الأمريكية لتدمير العراق وغيرها.
الكذبة الثانية هي أرقام الاستفتاء. فقد كانوا يستعدّون للحديث عن تزييف الاستفتاء لو كانت نسبة المشاركة عالية. أما وقد كانت النسبة عادية تقارب 30% فأصبحت الحملة “نسبة ضعيفة” “فقدان الشرعية والمشروعية” وغيرها من الترهات، في حين أن هذه النسبة لا تختلف كثيراً عن الانتخابات السابقة والتي اشتركت فيها كل الأطراف سيّئة الصيت ودفعت المال الفاسد لكسبها. رغم ذلك لم يتحدثوا سابقا عن فقدانهم الشرعية والمشروعية بل أن بعض من نذروا حياتهم لنجدة النهضة وإنقاذها والملتحفين بشعار مقاومة الفساد أو المدَّعين الدفاع عن العمال فلم يتحصَّلوا في الانتخابات الرئاسية من الأصوات إلا على بعض الأرقام المشابهة للأصفار، أما المليونان ونصف المليون الذين قالوا نعم للدستور الجديد فهؤلاء، في قاموسهم، لا قيمة لهم بل قد وصفوهم بأقبح النعوت. وادّعى البعض الآخر أن الـ 70% الذين لم يصوتوا هم أنصارهم وكلهم مقاطعون مثلهم. خسئوا وكذبوا فنحن نرى مسيراتهم لا يتجاوز عدد المشاركين بضع العشرات علما أن الانتخابات في العالم بل في البلدان التي يقتدي بها هؤلاء تتقارب فيها النسب، وآخرها الانتخابات التشريعية الفرنسية التي كانت تحوم في حدود 30% من المشاركة.
وهناك العديد من الأكاذيب والتناقضات التي لا يسمح المجال لتعدادها كلها.
لذلك نختم بالقول لهؤلاء: اكذبوا ثم اكذبوا فلن بصدقكم الشعب …