الاتحاد العام التونسي للشغل وقضية فلسطين : خمس وسبعون سنة في خدمة فلسطين، 1946-2020″

صدر عن منشورات الاتحاد العام كتاب تحت عنوان : ” الاتحاد العام التونسي للشغل وقضية فلسطين: خمس وسبعون سنة في خدمة فلسطين، 1946-2020″ من تأليف السيد بدر السماوي الحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس والمتقاعد من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمهتم بمواضيع التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للبلاد التونسية والحركة النقابية والقضية الفلسطينية والحماية الاجتماعية.

وقد قدم الكاتب يوم الأربعاء غرة سبتمبر 2021 بسطة عن البحث أمام عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني بحضور الأخ الأمين العام نور الدين الطبوبي الذي شكر الباحث على الإضافة الأكاديمية التي ساهم بها موصيا بتعميم توزيع الكتاب على هياكل الاتحاد لاستعادة نسق الاهتمام بهذه القضية. وقد جاء الكتاب في ما يناهز مائتي صفحة تمسح خمسا وسبعين سنة سلط فيها الضوء على علاقة تونس بالقضية الفلسطينية من خلال قراءة النضالات التي خاضها التونسيون وخاصة النقابيين داخل الاتحاد العام التونسي للشغل على مدى خمس وسبعين سنة خلال الفترة الزمنية بين سنتي 1946 و2020. ونبع اختيار هذا الموضوع حسب ما ورد في غلاف الكتاب من أهمية قضية فلسطين ومركزيتها في واقعنا العربي والمحلي وانعكاساتها على مختلف التطورات السياسية والاقتصادية والثقافية ومن زخم النضالات حجما ونوعا التي لم يقع تأريخها بما فيه الكفاية ومن الحاجة الملحة لتعزيز جهود مناهضة التطبيع الذي دأب الاتحاد على القيام به وكان دوره طلائعيا.

وقد قسم المؤلف البحث إلى ست فترات بدأها بالفترة الممتدة من سنة 1946 حتى سنة 1956 والتي تناول فيها الأرضية الوطنية لتأسيس الاتحاد تلتها الفترة الثانية الممتدة من سنتي 1957 حتى سنة 1969 وضع لها عنوانا ” الاتحاد ضمن “الجبهة القومية”. ثم عالج الكاتب ضمن الفترة الثالثة من سنة 1970 حتى سنة 1984 إشكالية الاستقلالية في الاتحاد في علاقة مع القضية الفلسطينية منتقلا إثر ذلك إلى ما سماه الرياح المضادة وتأثيرها على دعم القضية وذلك من سنة 1985 حتى سنة 1999 في إطار الفترة الرابعة. واعتبر الدكتور السماوي الفترة الخامسة والممتدة من سنة 2000 حتى سنة 2010 فترة ذهبية في دعم الاتحاد لفلسطين مختتما البحث في فترته السادسة بالتأكيد على بقاء فلسطين دوما في بال النقابيين رغم رياح ” الربيع العربي”.

واعتمد الكاتب على وثائق هامة لسرد مختلف أشكال الدعم من تنظيم التظاهرات إلى إرسال وفود إلى استقبال مناضلين من فلسطين إلى المواقف الوطنية في المحافل النقابية الدولية. وتم تأثيث الأحداث بالتعريف بنضالات القوى السياسية الوطنية التي كانت تجد في الاتحاد سندا لها. وفي هذا الصدد أشاد الكاتب بأبناء تونس الذين استشهدوا على أرض فلسطين الطاهرة منذ سنة 1948 حتى بداية القرن العشرين.

وختم المؤلف هذه الوثيقة التاريخية الأولى من نوعها ببعض الاستنتاجات منها محافظة الاتحاد العام التونسي للشغل على مدى خمس وسبعين سنة على موقف ثابت من القضية الفلسطينية رغم تعدد المؤامرات عليها وتنوعها مشيدا بالدور الذي ما انفك يقوم به في مواجهة التطبيع على كل المستويات خاصة في السنوات الأخيرة مقترحا بعض الاشكال النضالية ليتواصل الدعم الجماهيري والنقابي للحق الفلسطيني.

جريدة الشعب بتاريخ 2 سبتمبر 2021

الاتحاد العام التونسي للشغل وقضية فلسطين : خمس وسبعون سنة في خدمة فلسطين، 1946-2020″
أنشره