
انطلقت رسميا يوم 15 جانفي المنصة الالكترونية للاستشارة الوطنية الموجهة لجميع التونسيات والتونسيين، سواء في داخل أرض الوطن أو في خارجها، وهي مبادرة تمنحهم فرصة للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم، وذلك وفق آلية غير تقليدية تسعى إلى رسم التوجهات الأساسية لمسار مستقبل إنقاذ تونس في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتستمد هذه الاستشارة أهميتها بكونها محطة أولية تمهيدية ستفضي في مرحلة تالية إلى استفتاء شعبي مرتقب في 25 جويلية 2022 يتم بمقتضاه إجراء تعديلات دستورية تستجيب لمطالب شعبنا وتضع اللبنات الأولى لإنقاذ البلاد.
وقد تضمنت هذه الاستشارة ستة محاور وهي الشأن السياسي والانتخابي والشأن الاقتصادي والمالي والتنمية والتحول الرقمي والتعليم والثقافة والوضع الاجتماعي والصحة وجودة الحياة، مع فسح المجال للمشاركين للإدلاء بآرائهم في كل محور عبر مساحة للتعبير الحر. وبلغت نسبة المشاركة أكثر من 100 ألف مشارك بعد 15 يوما من انطلاقها رسميا أي بمعدل تجاوز 7 آلاف مشارك يوميا وهو رقم محترم نسبيا وسط حملات التشكيك ودعوات المقاطعة التي تقودها رموز أحزاب منظومة الفشل وتفرعاتها والتي لم تستوعب الدرس ولم تع أن إرادة شعبنا في 25 جويلية قد سئمت وجوههم ولفظت ما أتوه طيلة عشرية مظلمة ولن تقبل بعودتهم مرة أخرى مهما ذرفوا من دموع التماسيح،
غير أنه من الواجب التنبيه إلى أن حجم المشاركة يبقى دون المأمول ومعرضا للعرقلة والتشكيك إذا لم تحافظ على نفس الوتيرة التي شهدتها في الأسبوعين الأولين. كما لوحظت العديد من النقائص والأخطاء على مستوى الشكل من بينها ضعف المنظومة الالكترونية الحاملة للاستشارة إذ أنه من الصعب الولوج إليها فالتسجيل في الاستشارة يستوجب حمل شريحة الكترونية اسمية مطابقة لحامل بطاقة التعريف الوطنية، وهو ما يشكل عائقا في الكثير من الأحيان للراغبين في الولوج للمنظومة. كما تبين نقص فادح على مستوى السياسة الاتصالية للمشرفين على الاستشارة وأهمية التعريف بها لدى العموم باستثناء بعض الومضات الاشهارية الجافة.
ولضمان نجاح هذه الخطوة لابد من تكثيف حملات الدعاية الميدانية وعدم الاقتصار على الومضات الشحيحة التي تبثها القنوات الإذاعية والمرئية الوطنية والتجاهل المقصود من عدة محطات إعلامية مرئية وإذاعية أو تناولها موضوع الاستشارة بعيدا عن الموضوعية المطلوبة بل إن بعضها انخرط في حملات التشكيك حتى قبل انطلاقتها مركزة تارة على مسائل تقنية وتارة أخرى على فسح المجال لأصوات ورموز الفشل لما قبل 25 جويلية لبث سمومها في صفوف شبابنا ودعوتهم إلى المقاطعة.
وفي انتظار ذلك فالدعوة موجهة إلى شباب تونس الذي هو مستقبلها والذي سجل لحد الآن النسبة الأعلى في الإقبال على التسجيل في المنصة الالكترونية، إلى تكثيف جهودهم وتحرير مبادراتهم عبر إطلاق حملات ميدانية تحث أبناء جيلهم وأحيائهم ومناطقهم للانخراط في هذه الاستشارة والتسجيل فيها والتعبير عن آرائهم والمساهمة في نحت مسار إنقاذ تونس وقطع الطريق أمام من يريد العودة بهم وبوطنهم إلى الوراء بما فيه من تجويع وتفقير وتفريط في حقوقهم وفي مكتسباتهم.
كما أن الدعوة موجهة إلى السلطة لتشريك القوى الوطنية من أحزاب سياسية ومنظمات اجتماعية في المجهودات الهادفة إلى إنقاذ تونس سواء في مجال استغلال الاستشارة أو في مجالات أخرى اقتصادية واجتماعية.
بقلم الطاهر الهازل : مستشار بلدي – الشروق 07 فيقري 2022