من المفيد التعرف على تاريخ صندوق النقد الدولي وتجارب بلدان أخرى في تعامله معها والنظر فيما إذا نجح بلد في الخروج من أزمته بالاعتماد على هذا الصندوق
التعريف بالصندوق
انبعث صندوق النقد الدولي عام 1944 بأمر أمريكي في فترة ورثت فيها الإمبريالية الأمريكية تركات البلدان الاستعمارية القديمة إلا من حقق تحرره الوطني بسواعده. ورغم الشعارات البراقة التي رفعها الصندوق من “الحفاظ على سلامة الاقتصاد العالمي” و”علاج المشكلات الاقتصادية” و”إنقاذ الاقتصاديات المتأزمة” إلا أن الواقع الميداني يؤكد عكس ذلك إذ يعتبر هذا الصندوق الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة الأمريكية 17٫6% من الأسهم أداة في خدمتها، تتحكم به في رقاب الشعوب وتركيع البلدان وتستعبدها. فعبْر هذا الصندوق أصبحت الولايات المتحدة أكبر دائن على المستوى العالمي وتمتلك ثلثي الرصيد الذهبي في العالم، وربطت النظام النقدي العالمي بالدولار. فما من دولة على الأرض استنجدت بهذا الصندوق إلا أخذ بناصيتها إلى الدمار والانفجارات والثورات والحروب الأهلية.
ما هي الوصفة السحرية التي يَنصح بها الصندوق في كل زمان ومكان؟
– وضع حد لتدخل الدولة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي إلا تسديد القروض
– خصخصة كل القطاعات أمام رأس المال الداخلي والخارجي
– تقليص كتلة الأجور التي تتصرف فيها الدولة
– رفع الدعم الذي تقدمه الدولة في مجال الأسعار والخدمات الاجتماعية والصحية والدوائية
ماذا كانت الحصيلة في معظم البلدان التي طبقت أوامر هذا الصندوق؟
– تخلي الدولة عن دورها سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي
– فتح الباب على مصراعيه للاحتكارات الأجنبية لينهشوا كل المكتسبات الوطنية والمؤسسات العمومية
– طرد الآلاف بل مئات الآلاف من مؤسسات القطاع العام والترفيع في نسب البطالة وما يستتبعها من آفات اجتماعية وجرائم
– تدهور القدرة الشرائية أمام تحرير السوق والأسعار والمضاربة والاحتكار وتزايد الفقر وبالخصوص رفع الدعم على المواد الأساسية بشتى الذرائع، والاستقالة من كل الخدمات الاجتماعية: الصحة والتعليم والسكن والنقل والحماية الاجتماعية وغيرها.