
أطلقت القوى الاستعمارية هجمة جديدة على الجزائر بعد فشلها في إخضاعها وتخريبها أثناء موجة الربيع العربي المزعوم وكان المنعرج إعلان ترامب إغراء المغرب ومقايضتها بقضية الصحراء الغربية مقابل الجهر بالتطبيع مع العدو الصهيوني واستجلابه إلى الحدود مع الجزائر لمحاصرتها. ودخل الكيان الصهيوني على الخط مباشرة بالإعلان عن بناء قاعدة عسكرية صهيونية في المغرب واستجلاب خبراء ومدربين بل وصل الأمر إلى توجيه وزير الخارجية الصهيوني تهديدات للجزائر انطلاقا من الأراضي المغربية واستضافة فرحات مهني رئيس تنظيم “الماك” الداعي للانفصال عن الجزائر ومنح المغرب هذا التنظيم قواعد تدريب على أراضيها بإشراف صهيوني. وانضمت فرنسا إلى هذه المؤامرة بمحاولة الضغط على الجزائر اقتصاديا ومضايقة الجالية الجزائرية في فرنسا والمصادقة على قانون منح تعويضات لـ”الحركيين” وهم الجزائريون الذين خانوا وطنهم وتعاملوا مع الاستعمار.
لكن هذه المشاريع الاستعمارية لم تؤثر في مواقف الجزائر بل زادتها ثقة في صحة مواقفها، فقد عرف النظام الجزائري وجيشه العتيد كيف ينزع فتيل الفتنة ويعزّز الوحدة الداخلية بانتخاب الرئيس الوطني عبد المجيد تبون ثم بدأ هجومه المضاد بالتصدي لمنح العدو الصهيوني صفة ملاحظ داخل الاتحاد الإفريقي وفضح حملة التطبيع العربي إلى حد قطع العلاقات مع المغرب.
وردت الجزائر على الاستفزازات الفرنسية فسحبت سفيرها من باريس وأطردت السفير الفرنسي وفي المقابل عززت تحالفها مع روسيا وحسنت العلاقات مع النظام الجديد في مالي وهي الآن بصدد العمل على إعادة سورية إلى مكانها ضمن الأسرة العربية بمناسبة القمة القادمة التي ستستضيفها. وكانت الجزائر على عادتها في الوقوف إلى جانب تونس حيث دعم الرئيس تبون الرئيس قيس سعيد ومسار 25 جويلية بكل قوة.
لقد أصبحت الجزائر تشكل قاعدة صمود في المغرب العربي ورافدا لمحور المقاومة في المشرق العربي. فتحية إلى بلد المليون ونصف المليون شهيد المعروف بوقوفه إلى جانب فلسطين سواء كانت ظالمة أو مظلومة.