اضطرت الجزائر مكرهة إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وذلك بعد أن ثبت لديها انخراط الحكومة المغربية التي يرأسها فرع تنظيم الإخوان في التجسس الصهيوني عبر برنامج “بيغاسوس” والحملة المسعورة التي شنها وزير خارجيتها في المنتظم الأممي لبث الفتنة من خلال دعم ما يسمى ”شعب القبائل”. لذلك أتى هذا القرار ليكشف خطر المؤامرة على الجزائر والنتائج الأولى لتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني.
لقد مثل بلد المليون شهيد قوة وطنية في مواجهة ثنائي العدوان الخارجي والغدر الداخلي. فبعد انتصاره على القوى الظلامية الإخوانية في العشرية السوداء من تسعينات القرن الماضي تجددت محاولات ضربه من خلال تسهيل تسلل الإرهابيين من “مالي” ودعم ما سمي بالحراك الشبابي وبث أخبار زائفة حول الانتخابات وافتعال الحرائق التي ثبت تورط حركة “رشاد” الإخوانية والحركة الانفصالية ”ماك“ المنادية باستقلال منطقة القبائل المدعومتين من الكيان الصهيوني وتركيا فيها.
إن استهداف الجزائر يتنزل في إطار ما تشهده المنطقة العربية ومنطقة شمال إفريقيا تحديدا من إعادة التوازنات عبر النظام العثماني أداة الاستعمار الأمريكي في المنطقة والتي أصبحت القاعدة العسكرية “الوطـْـية” في ليبيا أحد أدواته وهو نفس المشروع الذي يريدون تنفيذه في تونس بتعاون مع حركة النهضة ممثلة الإخوان. لكن مؤامراتهم ستفشل بفضل يقظة القيادة الجزائرية ودعمها للشعب التونسي الذي تجسد مؤخرا في دعم جهود مواجهة جائحة كورونا والتعاون لإخماد الحرائق والتنسيق الأمني في مواجهة الإرهاب. وستبقى الجزائر صامدة في مواجهة كل محاولات التطبيع ولعل موقفها الأخير من التصدي لمنح صفة ملاحظ للكيان الصهيوني بالاتحاد الإفريقي والذي دعمته تونس من أسباب التكالب الصهيوني عليها.