الدروس العشر من انتصار فلسطين

فاجأت فلسطين العالم في تطور نوعي رائع لتصرخ: ها أنا ذا واحدة موحدة في النضال من النهر إلى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب لم يفتّ في عزمي لا قهر صهيوني ولا صفقة قرن ولا تطبيع . فلسطين بروحها القدس وبنبضها الدافق المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وبضفتها وغزتها وأبطال أراضيها المحتلة عام 48 صرخت : قف . ولى عهد الهزائم . إنها جولة انتصار بعد تسويق البعض للانكسار. فالكيان الصهيوني”الكذبة”أصبح يناقش أزمة وجوده . فما هي الدروس المستفادة ؟

 الدرس الأول: الكفاح المسلح وليس التفاوض هو القادر على ردع العدو وإحداث توازن الرعب معه وصولا إلى يوم تتمكن المقاومة من نسف هذا الكيان المصطنع .

 الدرس الثاني: قوة عسكرية بناها المقاومون بدمهم وعرقهم وقواهم الذاتية مع دعم الشرفاء تمكنت من تغيير المعادلة الاستراتيجية وجعلت جيش العدو”الذي لا يقهر”يعول ويصرخ:أن كفوا علينا الصواريخ .

الدرس الثالث: قدرة على تنويع أشكال النضال بداية من الحجر إلى الزجاجة الحارقة إلى المسيرة والمظاهرة وجنازة الشهيد وكذلك الطعن والدهس وتبادل إطلاق النار وصولا إلى سنفونية الصواريخ التي عزفت لحن الانتصار.

الدرس الرابع: وحدة الشعب الفلسطيني أعطت لقيادة المعركة درسا في أهمية الوحدة في النضال في انتظار أن يتوج صمودها بقيادة سياسية وطنية موحدة تعيد ألق منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها كقوة دفع للتحرر الشامل وليس كعامل حماية للكيان الصهيوني، والتنسيق الأمني المخزي معه منذ اتفاقيات أوسلو اللعينة .

الدرس الخامس: افتضاح أمر كل من راهن على طمس القضية الفلسطينية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وإقامة حلف شيطاني معه في حين بينت المقاومة أنه أوهن من بيت العنكبوت بقبته الحديدية المثقوبة وجنوده الباكين والفارين والمنبطحين.

الدرس السادس: الالتفاف الشعبي حول المقاومة في فلسطين والانفجار الوطني في أغلب الأقطار العربية والتعاطف الدولي ساهمت في كشف حقد القوى الاستعمارية التي قدمت نموذجا دنيئا في دعم المجازر الصهيونية خاصة القيادة الأمريكية والفرنسية والألمانية .

الدرس السابع: دور محور المقاومة في المنطقة وخاصة في الساحات اللبنانية والسورية واليمنية والعراقية والإيرانية ودور القوى الوطنية في أقطار أخرى مثل تونس والمغرب والأردن ومصر ساعد المقاومة على الصمود والتقدم على طريق الانتصار.

الدرس الثامن: صمود الشعب الفلسطيني رغم سقوط الشهداء والجرحى ورفض الخنوع رغم الحصار والتجويع نموذج لبقية الشعوب في تحقيق مطالبها، وفي مقدمة هذه المطالب تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني والعمل على فرضه وعدم الخضوع لابتزاز المنظمات المالية الدولية من ناحية ودون مزايدة من قبل من عرقل صدوره سابقا من ناحية ثانية

 الدرس التاسع: قدرة الفلسطينيين على الصبر والتحمل مهما كانت التضحيات مثل عائلة ” أبو حطب ” التي فقدت تسعة أفراد فوقف الوالد الذي نجا من الموت مرددا عبارات الصبر والإيمان، ومثل الأم التي وضعت بدلة العيد على قبر ابنها الشهيد الذي اختطفته منها طائرات الاحتلال قبل العيد بيوم، وكذلك شروع عشرات آلاف المتطوعين في حملات التنظيف و رفع الأنقاض واعادة البناء بمجرد توقف العدوان.

الدرس العاشر : عمق الانتماء القومي والاندفاع الوطني عند الجماهير مما يؤكد صحة توجه التكامل بين الدفاع عن لقمة العيش ورفض الاستعباد المالي من جهة وبين العمل على التحرر الوطني بكل مداه من جهة أخرى.  فالزخم الذي شهدته تونس في كل المدن وبمختلف الأشكال إكليل غار على رأس من ساهموا فيه وحافز لاستئنافه وتطويره وابتكار أشكال إضافية .

الدروس العشر من انتصار فلسطين
أنشره