في مثل هذا اليوم من سنة 1993 استشهد الشاب التونسي فيصل البشير الحشايشي (28 سنة) طالب بكلية العلوم بتونس أصيل مدينة قابس مرقد الصحابي أبو لبابة الأنصاري، بوابة الفتح العربي الإسلامي وأحد المناطق المستعصية على الاستعمار الفرنسي التي أنجبت مناضلين أشدّاء من نوع الدغباجي و محمد علي الحامي والطاهر الأسود.

قـدّم فيصل ومعه كوكبة من خيرة شباب تونس النفس والنفيس وهم في عز الشباب، بدافع الوطنية التي تربوا عليها وتلبية لنداء الواجب تجاه قضية فلسطين وبالصدق في القول وفي العمل مقتديا بآبائه وأجداده الذين وصلوا مغرب الوطن العربي بمشرقه ليصلوا سنة 1948 فلسطين سيرا على الأقدام للتصدي للمظلمة التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا وحلفائها في حق فلسطين تنفيذا لوعدها المشؤوم سنة 1917 للحركة الصهيونية العالمية بتسليم فلسطين لليهود الذين أتوا بهم من كل حدب وصوب ليحلوا محل الفلسطينيين الذين أخرجوهم من أرضهم وديارهم بالحديد والنار.

تشييع رفاة الشهيد فيصل الحشايشي بمدينة قابس بتاريخ 28 جويلية 2008 بعد استرجاع جثمانه في صفقة الرضوان من طرف حزب الله

تعلم الدرس جيدا من البطل ميلود بن ناجح، العامل البسيط أصيل قرية تبرقيت، معتمدية سيدي مخلوف ولاية مدنين الذي قادته فطرته للبنان إثر غزوها من العدو الصهيوني في جوان 82 حيث نفذ عملية الطائرات الشراعية الشهيرة ضد معسكر “غيبور” (الأبطال بالعبرية) لقوات النخبة الصهيونية في الجليل الأعلى شمال فلسطين تكبدوا فيها خسائر فادحة في الأرواح.

فشتان بين هؤلاء وأولائكم تجار الدين الذين غرروا بالآلاف من شباب تونس وادّعوا “الجهاد” وجعلوا هؤلاء الشباب يحملون السلاح ضد شعبهم ونسوا أن لا جهاد إلا في فلسطين.

إن فيصل ورفاقه ما كانوا ليحققوا حلمهم في مواجهة العدو الصهيوني لولا احتضان فصائل المقاومة الفلسطينية المتمسكة بالبندقية لتحرير الأرض وفي مقدمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة – بقيادة المناضل القومي أحمد جبريل.

فطوبى لشباب تونس الوفي لأمته ولقضيته الوطنية ومنهم هذه الكوكبة من الأبطال أمثال فيصل الحشايشي.

الذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاد فيصل الحشايشي
أنشره