
الطاهر الهازل : جريدة الصباح – الخميس 17اوت 2023- ص (6)
إنصراف المواطن إلى توفير حاجياته للاصطياف بما فيها من إلتزامات مادية ومواكبته الأعراس و المهرجانات و الترويح عن نفسه في شواطئ بلاده خاصة بعد ما شهدته من إرتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة لم ينسه الاستعداد للعودة المدرسية بعد سنة مدرسية شهدت الكثير من التقلبات و الضغوطات التي تم تجاوزها في آخر اللحظات.
سنة دراسية مقبلة على الأبواب تحمل في طياتها الكثير من التحديات خاصة بعد الأعلان عن إنطلاق الاستشارة الوطنية لأصلاح التعليم التي يجب أن تشخص الواقع التربوي بكل موضوعية وأن تتجسد الأرادة السياسية والوطنية الساعية لإصلاح منظومة التعليم على أرض الواقع شرط انخراط كل الفاعلين في الشأن التربوي
كما تزامنت هذه العودة التي نرجو ان تقطع مع مثيلاتها في السنوات الأخيرة بقرارات جريئة أعلنها وزير التربية من أهمها إجبارية مجانية التعليم في المستوى التحضيري وإلغاء تسديد أي معلوم مالي في المقابل بالنسبة لأولياء هذه الفئة العمرية وكذلك تصميم الوزارة على طباعة الكتاب المدرسي في مطابع البلاد والقطع مع القرارات الارتجالية و المفلسة التي تم إتخاذها في السنوات السابقة. كل هذه الإجراءات نتمنى أن تكون لبنة أولى ترافقها إرادة فعلية وصادقة لخوض معركة الإصلاح المنشود للمنظومة التربوية.
تأتي هذه العودة المدرسية في مدنين كغيرها من جهات البلاد في ظل وضع تربوي تسوده الكثير من الاخلالات والنواقص التي طال أمدها دون أيجاد حلولا جذرية لها, فلا البنية التحتية المهترئة للعديد من المؤسسات تحسنت رغم الجهود المبذولة من الأسرة التربوية والسلط المحلية الجهوية لمعالجة هذه النقائص ولا الاستحقاقات اللوجستية توفرت بالشكل المرضي ولعل ضعف أسطول النقل المدرسي وعجزه عن تلبية حاجيات الجهة في تنقل أبنائنا التلاميذ في ظروف لائقة وآمنة خير دليل إضافة لضعف خدمات ديوان الخدمات المدرسية خاصة في المؤسسات التربوية الريفية النائية التي يرتادها تلاميذ من مسافات بعيدة مشيا على الأقدام في مسالك ريفية وعرة حاملين معهم ما جادت به العائلة من غذاء بسيط لا يفي بحاجاتهم طول اليوم هذا إن توفر.
هذا الوضع التربوي الدقيق لا يحجب ما حققته الاسرة التربوية من نتائج مرضية حيث أحتلت ولاية مدنين المرتبة السابعة على مستوى الجمهورية بنسبة مشرفة بلغت 63.18 % وهو ما يدعونا إلى تثمين تضحيات كل أسلاك الأسرة التربوية و تقدير اجتهاد أبنائنا التلاميذ..
تقرير من إعداد مراسل الصباح : ميمون التونسي