كانت الحركة في نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011 من القوى السياسية القليلة إن لم تكن الوحيدة على مستوى القطر التي عبّرت عن موقف مناهض لما سُمِّي بالربيع العربي منبهة إلى أنه مشروع إمبريالي اعتمد على الإخوان المسلمين وتوابعهم من قوى تكفيرية/إرهابية لنشر الفوضى الهدامة وإضعاف الدول الوطنية لمصلحة الكيان الصهيوني.
ولئن أقرت الحركة بمشروعية المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي انتفضت من أجلها الجماهير ورفضت لجوء النظام إلى الحلول الأمنية إلا أنها واجهت الاستقواء بالأجنبي الذي كرّسه تحالف 18 أكتوبر منذ 2005 لتحقيق أطماعه في السلطة بعيدا عن مصلحة الوطن والدفاع المزعوم عن “الحقوق والحريات” معلنة موقفها من خلال بيانين صدرا بتاريخ 2010/12/31 و2011/1/11.
رفضت الحركة إلغاء دستور 1959 واعتبرت إخراج الدساترة الوطنيين من المشهد السياسي في تونس فسح مجال لهيمنة الإخوان عليه. كما ربطت بين ما كان يُحاك لتونس وما كان يُدبّر لبعض الأقطار العربية فوقفت ضد العدوان الأطلسي/الصهيوني على ليبيا وضد الحرب الكونية على سورية وفضحت ما سُمِّي بـ”ثورة فبراير” و”الثورة السورية”.
تصدّرت الحركة تحركات التصدي لمؤتمر ما سُمّي بـ”أصدقاء سورية” الذي أعطى إشارة الانطلاق لتسفير آلاف الشباب التونسيين والزج بهم في الحرب على سورية وليبيا وشاركت بصفة فعالة في الوقفات الاحتجاجية وبادرت بتنظيم الندوات وانخرطت في كل النضالات المطالبة بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.