
يمثل انتصار الجيوش العربية على العدو الصهيوني سنة 1973 علامة فارقة في تاريخ أمتنا ذلك أنه أسقط أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر وبين أن وحدة العرب ممكنة على شرط توفر الإرادة.
ولئن حملت مصر وسوريا العبء الأكبر فإن عدة أقطار عربية انخرطت في المعركة ومنها تونس والجزائر والمغرب وليبيا والعراق والسعودية والإمارات والسودان واليمن والكويت وسلطنة عمان. فقد شاركت أقطار المغرب العربي بصفة فعالة ولم تحل بينها المسافات سواء بإرسال جيوشها أو عبر الدعم الشعبي . وعلاوة على ما سبق فإن ثلاثة جيوش عربية ارتقت مساهمتها إلى مستوى دول المواجهة وهي العراق والجزائر والمغرب.
والحقيقة أن مشاركة أبناء المغرب العربي في مواجهة عدو الأمة تعود إلى عقود حيث تطوع المئات عند اغتصاب فلسطين سنة 1948 .
إن استحضار نضال أبناء المغرب العربي في حرب أكتوبر يعيد التأكيد على دور قواه الوطنية في التصدي لموجة التطبيع الرسمي والعلني وما يرتبط بها من مؤامرات تتجاوز قضية فلسطين لتستهدف الأمة كلها من المحيط إلى الخليج.