
تفاعل التونسيون من كل الفئات والأعمار بشكل واسع وحماسي مع ملحمة سيف القدس فشاركوا في المسيرات التي انتظمت في كافة أرجاء البلاد. وانطلقت التحركات منذ الاعتداء في شهر رمضان على المصلين في المسجد الأقصى ثم محاولة إخراج سكان حي الشيخ جراح من منازلهم وتصاعدت وتيرة التحركات بعد عيد الفطر متحدية الحجر الصحي.
وواكبت أغلب وسائل الإعلام التونسية سواء منها المكتوبة أو المسموعة أو المرئية الأحداث لحظة بلحظة وخصصت برامج للتعريف بالقضية الفلسطينية وللمساهمة في دعمها. فقد أحدثت على سبيل المثال جريدة الشروق ركنا خاصا للقراء تحت عنوان ” التطبيع جريمة” نشر عشرات المقالات وكان لبعض الإذاعات مراسلات هاتفية من فلسطين وألغت قناة ” تلفزة ت ف” برامجها العادية وأصبحت تبث على مدى 24 على 24 حول القضية الفلسطينية كما استضافت بعض وسائل الإعلام إخوة فلسطينيين مقيمين بيننا.
وتم استغلال شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة من قبل الشباب رغم إجراءات التقييد والعقاب التي كانت تسلط عليهم. ورفع التلامذة في المدراس والمعاهد ورياض الأطفال العلمين التونسي والفلسطيني على أنغام النشيدين الرسميين وقامت بعض الفرق بعروض من الدبكة الفلسطينية ورسم الأطفال ولونوا بأناملهم البريئة العلم الفلسطيني وخريطة فلسطين وجسدوا بالكرتون المسجد الأقصى. ولاحظ أصحاب المكتبات إقبالا واسعا في هذه الفترة على اقتناء أدوات التلوين والزخرفة و البراعات اليدوية. والتحف الناس بالشاش الفلسطيني وتغنوا بالأناشيد الوطنية الفلسطينية. وبادرت بعض النسوة بخياطة الأعلام الفلسطينية بعد أن عجز الحرفيون المختصون في صنع الأعلام في الاستجابة للطلبات المتزايدة من الأعلام.
لقد تجسد في هذه المناسبة عمق التفاعل الشعبي مع الحق الفلسطيني رغم ظروف الحجر الصحي ورغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. وليس هذا بغريب على شعب استشهد أبناؤه فداء لفلسطين.