
مناضلون وفرسان ترجلوا في شهر مـــارس حركة النضال الوطني : مارس 2023
الرفيق القائد : فيصل بن عون
01 أكتوبر 1963 / 17 مارس 2022

سيكتب التاريخ أن 17 مارس 2022 كان يوما مشهودا في تاريخ قبلي تزامن فيه النضال الاجتماعي مع النضال الوطني والقومي ,فقد اتبع فيصل وهو في السادسة والعشرين من عمره الطريق الذي سار فيه أجداده سنة 1948 عندما لبوا نداء الواجب فتوجهوا مشيا على الأقدام للتصدي لاغتصاب فلسطين وانتهج طريق المئات من التونسيين في مراحل أخرى ومنهم من استشهد بعد أن كبدوا العدو الصهيوني خسائر فادحة وبينوا أن قضية فلسطين تسكن قلوب التونسيين. فقد اختار فيصل الانضمام إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ، بقيادة المناضل أحمد جبريل رحمه الله التي احتضنته ودرّبته فكان عند حسن ظنها فارتقى إلى مراتب عليا في صفوفها وأصبح يُشرف على قيادة عمليات نوعية في جنوب لبنان مثل قيامه بأسر قيادي في جيش لحد العميل في جنوب لبنان المعروف باسم الرقيب سمير ومثل مشاركته في عملية ” العيشية” التي استشهد فيها الشاب التونسي ابن مدينة قابس فيصل الحشائشي في جويلية 1993. وليس غريبا أن تنجب قبلي هذا البطل وهي التي أبلى أبناؤها البلاء الحسن في مقاومة كل اشكال الاستعمار فكانوا في مقدمة المعارك سواء منها في مرحلة مقاومة الاستعمار الفرنسي أو في المعارك التي خاضتها الأمة ضد الامبريالية والصهيونية في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها .
إن ما قام به الفقيد فيصل من عمليات فدائية على أرض المعركة يمثل قمة البطولة والتضحية. ورغم ذلك فقد كان حتى بعد عودته إلى تونس سنة 2012 متواضعا بسيطا في عيشه إلى حين إصابته بالمرض الخبيث الذي تمكّن منه منذ بضعة أشهر فقط بعد أن عجز عنه رصاص العدو الصهيوني على مدى سنوات, ولئن كانت كل نفس ذائقة الموت وأن لا مردّ لمشيئة الله فإن الواجب يقتضي الإشادة بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الإطارات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى الجهوي بقبلي رغم محدودية الإمكانيات وبالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس وكذلك بما قدمه المسؤولون النقابيون بالاتحاد العام التونسي للشغل من خدمات ومساعدات منذ شهر جانفي الماضي وكأنهم أرادوا ردّ الجميل لمن كان رفيقا لشهداء جهة صفاقس من أجل فلسطين وهم عمر قطاط ورياض بن جماعة وبليغ اللجمي ولبقية الشهداء.
وإذ نستعرض اليوم خصال فيصل كعبرة لنا وللأجيال الشابة التي لم تواكب مسيرة دعم تونس لفلسطين، وإذ نترحم على روحه الطاهرة فإن الواجب يقتضي توجيه نداء إلى السلطات الجهوية للعناية بعائلته ولم لا المبادرة بإطلاق اسمه على إحدى شوارع مدينة قبلي وكذلك دعوة المسؤولين النقابيين في الجهة لتكريمه عبر إقامة التظاهرات للتعريف بنضاله وبالقضية الفلسطينية .
الرفيق عبد العزيز الجابري
28 نوفمبر 1961 / 01 مارس 2015

ولد المرحوم عبد العزيز الجابري يوم 28 نوفمبر 1961 وهو أب لثلاثة أبناء زاول تعلمه الابتدائي و الثانوي بالحامة وكان فاعلا رئيسيا في الحركة التلمذية إذ شارك في التظاهرات والمسيرات التي نظمت عند اجتياح لبنان سنة 1982 وفي أحداث الخبز سنة 1984 وفي غيرها من المناسبات والأحداث القومية والوطنية.انتدب للعمل كممرض بالصحة العمومية سنة 1983 وتعرض لعديد المضايقات والنقل التعسفية بسبب مواقفه الوطنية وانحيازه إلى صف المحتاجين وضعاف الحال وبسبب انخراطه المبكر في العمل النقابي ضمن الاتحاد العام التونسي للشغل حيث تحمل العديد من المسؤوليات النقابية في مسيرته النضالية فكان عضوا بالنقابة الأساسية للصحة بالحامة ثم عضوا بالفرع الجامعي للصحة بقابس وعضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد المحلي بالحامة منذ 1992 إلى يوم وفاته.
استنهض همم الجماهير لدعم الانتفاضة الأولى سنة 1987 وقاد المسيرات الاحتجاجية والمنددة بالعدوان على الغاشم على ليبيا سنة 1986 كما شارك بفاعلية في كافة التحركات و التظاهرات نصرة للعراق وسوريا ولبنان .
كان رحمه الله من ابرز الناشطين ضمن المنظمة التونسية للطفل.
كما عرف الفقيد بنشاطه السياسي والنضالي فانخرط في حركة حركة النضال الوطني وساهم في تطوير خطها وتجذيره واندفع في التعريف بها وتوسيع إشعاعها وأنجز من المهام النضالية النبيلة في مجالات الشباب والطفولة والعمل النقابي والعمل الثقافي والنضال السياسي الميداني والمهام القومية في سوريا والعراق وليبيا وفلسطين، ما فرض احترام الجميع له وما بوّأه موقعا قياديا في اللجنة المركزية للحركة و رئيسا لمكتبها المحلي بالحامة.
شارك بفاعلية في الإعداد للمؤتمر التأسيسي لحركة النضال الوطني وحضر فعالياته و ساهم في بلورة مواقفه وقراراته ولوائحه.
جسد مواقف الحركة و تبنى مطالب جماهير شعبنا و دافع عن حقوقه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية فترأس قائمة الشموخ المستقلة في انتخابات المجلس التأسيسي 23 أكتوبر 2011 عن دائرة قابس فكان مدافعا صلبا عن حق الجهة في التنمية والتشغيل.
عرف الفقيد رحمه الله بإقدامه وشجاعته ومناهضته للاستعمار ولأعوانه. فكان شهما رجلا ليس كبعض الرجال منحازا إلى صف المقاومة والجهاد منددا بمواقف الردة والخيانة سخيا كريما أبواب منزله مشرعة للجميع وخاصة في وجه إخوته ورفاقه في النضال السياسي والنقابي يبذل كل غال ونفيس في سبيل الحق وفي سبيل الدفاع عن آرائه وأفكاره ومواقفه مقداما وجريئا عنيدا صلبا لا يلين.
كان موكب تشيع جثمان ابن الحركة البار الفقيد عبد العزيز الجابري يوم 2 مارس 2015 بمدينة الحامة موكبا مهيبا حضره الآلاف من أبناء الجهة ومن رفاقه وزملائه ومن العديد من النقابيين والمناضلين الوطنيين.
هذا وقد تم تأبين الفقيد من طرف الأمين العام لحركة النضال الوطني نيابة عن كل مناضلي الحركة و عن مكتبها السياسي ولجنتها المركزية كما ابنه الكاتب العام المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل بالحامة.
كما اصدر اتحاد شباب الحركة بيان تأبين وتعزية لأبناء الفقيد .
الرفيق الحبيب الهازل
01 جوان 1955/ 17 مارس 2013

كان الفقيد مناضلا صلبا في منذ كان يافعا وبرز دوره في الحركة التلمذية والطلابية خلال فترة السبعينات مما عرضه للتتبع الأمني المستمر و وقع رهن الاعتقال و السجن عديد المرات.تأثر بالخط الوطني الذي بدأت إرهاصاته تبرز في الجامعة خلال تلك الفترة وخاصة في الربط بين النضال النقابي الطلابي و الوطني و القومي ومن هنا نفهم دوره الفعال عند مباشرته لحياته العملية كأستاذ في الدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل بعد محاولة ضربه خلال أحداث 26 جانفي 1978 وكان احد عناصر ما عرف وقتها بمجموعة جريدة الشعب السرية حيث قام بمسؤولية توزيعها في جهة مدنين و بنقردان و غيرها كما لعب دورا بارزا في عقد الاجتماعات السرية للهياكل النقابية الشرعية و قد تم اعتقاله لفترة مع مجموعة من النقابيين.
قاد العديد من التظاهرات و التحركات إبان فترة الثمانينات و خاصة خلال العدوان الصهيوني على بيروت سنة 1982 بالإضافة إلى نضاله النقابي إذ كان من مؤسسيه وعضوا بارزا في نقابة التعليم الثانوي لعدة دورات مدافعا عن زملائه ومنتقدا للمناهج التربوية التي كانت و لا زالت بعيدة عن روح حضارتنا العربية الإسلامية .
استنهض همم الجماهير لدعم الانتفاضة الأولى سنة 1987 و دعى إلى وحدة كل القوى الوطنية و القومية و الإسلامية على أرضية التصدي للعدو الامبريالي الصهيوني كما كان له دورا قياديا في التصدي للعدوان الأطلسي الغاشم على الجماهيرية الليبية سنة 1986 و قاد مسيرة نصرة لها في بنقردان في1/1/1991 واعتقل إثرها مع مجموعة من المناضلين من بينهم الشهيدة زهرة التيس شهيدة حركة النضال الوطني من اجل الوحدة العربية وأطلق سراحه تحت ضغط الجماهير بعد إضراب عام و مسيرات حاشدة في كافة معاهد جهة مدنين ساهمت في تشييع الشهيدة و طالبت بإطلاق سراح المعتقلين.
شارك بفاعلية في كافة التحركات و التظاهرات التي تمت لنصرة العراق الصامد في وجه العدوان الثلاثيني نظم خلالها وفودا نقابية وشعبية توجهت لبغداد لكسر الحصارالجائرعن العراق آنذاك و لم ترهبه الملاحقة الأمنية بل كان حريصا على تنظيم حملات التبرع بالدواء و الغذاء لدعم صمود العراق.
شارك في الوفود الشعبية لدعم صمود الجماهيرية الليبية في وجه الحصار الجائر الذي فرض عليها من طرف الحلف الامبريالي الصهيوني سنة 1992 .
كان له رحمه الله دورا بارزا في تركيز نشاط حركة النضال الوطني بجهة مدنين طوال تلك السنوات أيام العمل السري وكان باستمرار محل تتبع امني و محاصرة لصيقة و لم يحرص يوما على ترقية أو منصب أو موقع بل كان ديدنه التضحية و التواضع رافضا كل الإغراءات التي قدمت له للتخلي عن حركته و نضاله.
وفي الأخير وجب علينا التذكير بجانب هام في حياته و هو نشاطه الثقافي و التعبوي حيث كان رغم تدريسه للغة الفرنسية متضلعا في اللغة العربية شديد الارتباط بحضارته العربية الإسلامية من أدب و تراث و تاريخ و كان ناشطا في نوادي السينما و نوادي السينمائيين الهواة وكذلك أسس نادي البحوث و الدراسات الشهير بدار الشباب بمدنين و الذي نظم العديد من التظاهرات الأدبية و الفكرية و ألقى فيها عدة محاضرات من أهمها محاضرة بعنوان”لامساومة المجد للمقاومة” سنة 1982 بمناسبة تظاهرة حول العدوان الصهيوني على بيروت.
تحدى مرضه العضال و أبى إلا أن يساهم في الحراك الشعبي بعد 14 جانفي 2011 من خلا ل تأسيسه “للهيئة الأهلية لدعم الثورة” التي كان لها دور بارز في المحافظة على السلم الأهلي و دعم الوحدة الوطنية و تقديم الدعم و جمع التبرعات للفئات المحرومة و الضغط على السلطة لتنفيذ و عودها و تلبية مطالبة الجماهير الملحة .
وعند حصول حزبنا حركة النضال الوطني على التأشيرة كان حريصا رحمه الله على مواكبة جميع النشاطات و الاجتماعات رغم اشتداد مرضه محرضا على التمسك بالثوابت و المبادئ داعيا رفاقه و إخوته إلى مواصلة الطريق بنفس طويل لا يكل حتى تحقيق الوحدة و التحرير .تحرير فلسطين كل فلسطين.