
ساهم نشر رسائل هيلاري كلنتون في تقديم أدلة جديدة على الدور الأمريكي في صناعة ما سمي بالثورات العربية وفي كشف تورط الحركات الإخوانية في تنفيذ المؤامرة واستهداف القوى الوطنية. غير أن إبراز جانب التآمر لا ينفي دور الجماهير التي تحركت مدافعة على قوتها وسيادة أوطانها. كما أكدت الرسائل صحة موقف القوى الوطنية ومنها حركة النضال الوطني التي تفطنت باكرا إلى هذه الخطة وفضحتها مع ما كلفها ذلك من تنديد وتشويه.
إن نشر هذه الوثائق دليل على الأزمة المتفاقمة داخل الإمبريالية الأمريكية وليس دليلا على عطفها علينا من ذلك اقتصارها على كشف الإخوان وقطر وتركيا دون السعودية والإمارات في حين أن هذين البلدين لم يكن دورهما أقل خطرا على الأمة. كما أن فترة الربيع العبري وما تخللته من تدمير الدول الوطنية وإشاعة الفوضى على يدي أوباما هو الذي سهل مهمة خلفه ترامب لطرح صفقة القرن ثم تمرير التطبيع الرسمي لبعض الأنظمة العربية.
لذلك وجب الحذر مما قام به الجمهوريون في أمريكا ضد الديمقراطيين فكلاهما عدو للأمة ولا يمكن ائتمانه. وكما كنا سباقين في كشف مؤامرة الربيع الصهيوني علينا اليقظة للتصدي لما يطبخ لنا في المستقبل القريب.