سفر الشجن

بقلم الأستاذ بلقاسم بن جابر

 قال أبو الشجن: هل تعلم يا أخي أني لا افرح بانتصارات الأمة .

قلت له كيف وأنت المفعم بعروبتك المهموم بقضايا أمتك

قال نعم ولذلك فكلما فرحت أدركت أنَّ العدو يعدّ لنا فخَّا يشغلنا به أحقابا متعددة. أذكر أنه أثناء حرب تمَّوز في لبنان سنة 2006 جرت ملحمة عظمى في وادي الحجير وقد تابعتها بدقة على قنوات فضائية وفي الانترنات …هل تعلم يا أخي أنَّ ملحمة وادي الحجير غيرت الاستراتيجيا العسكرية الاسرائيلية فقد قال أحد جنرالات العدو أنَّها “معركة كبرى داخل المعركة الكبرى القادمة”، ولقد اعترف العدو بمقتل 33 جنديا وضابطا من بينهم ضباط وقادة سرايا من فرق النخبة والكومندوس وبجرح العشرات والأهمُّ تحطم نحو 50 دبابة ميركافا فخر الصناعات المدرعة الصهيونية التي يقال أنَّها غير قابلة للتحطيم إلاّ بصواريخ ضخمة موجهة ومع ذلك حطّمها شباب عرف العدو أنَّهم تحصلوا على سرّ صناعتها وفكّكوا نقاط ضعفها.

قلت لأبي الشجن: ولمَ الحُزن يا أخي وهذا خبر مبهج يدلّ على أنَّ في الأمة قوة ووثبة وعزما وإرادة.

قال يا أخي أنت لا تعرف أنَّ الصهيونية بعد معركة الحجير أدركت أنَّها ستُهزم في أيَّة معركة حقيقية قادمة ولذا عجّلت بمشروع الخراب العربي وأخطر ما فيه اختراق العقل وتدمير روح المقاومة عبر الإشغال بالحروب من النوع الرابع والخامس.

قلت لأبي الشجن هوّن عليك يا أخي لقد مرّت الأمة بأزمنة أكثر دمارا وسوادا ولكنها تنبعث من السديم كطائر الفينيق وسيمرّ هذا السواد ليخرج جيل ينفض عنه الوهم والهوان والزيف ويَعيد بوصلة التاريخ والمقاومة والمجد.

سفر الشجن
أنشره