شمس العرب تسطع من مصر

يا أيها البشر والآلهة الذين في الجبل، إنها السيدة الوحيدة مهابة لايسة فإنها التي تلد النهار فإنها سيدة الغرب والأرضين معا فإنها عين رع عظيمة القدر في الأقاليم فإنها التي تهب الكثير لملك مصر العليا والسفلى”.

بهذه الترانيم الأقدم عهدا من التاريخ ذاته والتي عادت للحياة بعد زهاء الألفي سنة وشى فنانو مصر وعازفوها حفلا أسطورىا أبهر العالم احتفالا بموكب نقل 22 مومياء ملكا وملكة امن ملوك مصر القديمة من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، وافتتاح قاعة العرض الجديدة. وقف الخلق ينظرون لذلك النور المنبعث من أقراص الشمس في حفل مهيب يليق بأقدم ملوك الأرض الذين سادوا وعمروا وابتكروا .

ولهذا الحفل رمزية كبرى حيث تبقى مصر العربية مشعة بالنور متجددة حافظة لحضارة عريقة تجاوزت عمر دول وحضارات اندثرت لكنها بقيت وها هي اليوم تعود . وحفظت لنا النصوص المسمارية الطينية الأوغاريتية المكتشفة في تل العمارنة نصوصا موسيقية تعود لثلاثة ألاف وخمسمائة عام أعاد إحياء مقاطع منها فنانون عالميون وعرب ومنهم سميرة توفيق وهيام يونس وترانيم تتغنى بالقمر السوري.

وبين شمس مصر وقمر الشام نور عربي وهاج أضاء البشر وأنار عقولهم فعلمهم الزراعة واستئناس الحيوان ووهب لهم الدين والأدب والموسيقى والمسرح والرقص والفلسفة والجبر والخوارزميات والطب والفلك وعلم الحيل.

تهتم الأمم والشعوب بتراثها وتاريخها وتغبط العرب على سحر شرقها وعبق مغربها لكن السؤال الذي يحضر البال: حتى متى تبقى آثار تونس بين نزعة الرومنة المقيتة والإهمال الممنهج والسرقة المنظمة؟ فيا بني الخضراء اعتبروا وتسلحوا بالوطنية والمعرفة وكونوا كالشجرة العاتية أصلها ثابت في الأرض وفرعها باسق في السماء…. 

شمس العرب تسطع من مصر
أنشره