شتان بين جانفي الأمس وجانفي اليوم

روّج البعض في شهر ديسمبر الماضي إلى أن شهر جانفي سيشهد انتفاضة شعبية ضد السلطة بدعوى تدهور المقدرة الشرائية. وتوقع البعض الآخر نزول الجماهير إلى الشارع لإحياء ذكرى 14 جانفي. وروّج آخرون إلى أن الرئيس قيس سعيد سيدعو إلى حوار وطني بعد تردي مناخ الحريات لتنقية المناخ السياسي حسب زعمهم.

والحقيقة أنها لم تكن سوى أوهاما لدى من لم يدرك طبيعة السلطة السياسية التي انبثقت عن مسار 25 جويلية والتي جاءت على نقيض من سبقها فأعادت إلى الدولة هيبتها وسيادتها الوطنية وشرعت في تحقيق مكاسب اجتماعية رائدة رغم ما ورثته من اتفاقيات مذلة ومؤسسات مدمّرَة ومالية عمومية مفلسة وديون خارجية متراكمة. كما غاب عن هؤلاء أن الحوار الوطني لا يتم إلا مع الوطنيين ويكون ذلك ضمن مؤسسات الدولة وليس بصفة موازية.

وهكذا مرّ شهر جانفي عاديا بل إنه أصبح منذ سنة 2022 مختلفا عما سبقه بفضل سلطة وطنية عزمت على خوض معركة تحرر وطني.

صوت الوطن:العدد (83)-23 جانفي 2025
أنشره
الموسومة على: