
ردا على الحملة المعادية لتونس: السيادة الوطنية خط أحمر
إثر ارتقاء ترامب إلى سدة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية تتالت التصريحات المعادية لتونس واتخذت أشكالا عديدة وتضمنت مواقف تمس من الشأن الداخلي.
هجمة شرسة على تونس
انزعجت الدوائر الأمريكية والغربية من التحولات التي شهدتها بلادنا فدفعت السيناتور الأمريكي جو ويلسون المعروف بأدواره المشبوهة في سورية إلى الدعوة بقطع المساعدات الأمريكية عن تونس، محذرا الرئيس قيس سعيد من “مصير مشابه” لما حدث مع نظيره السوري مدعيا أن تونس أصبحت دولة بوليسية تنسق مع الحزب الشيوعي الصيني وبوتين والنظام الإيراني.أما المفوّض السامي لحقوق الإنسان فقد شكك في استقلالية القضاء ووضْع حقوق الإنسان وهو يقصد في حقيقة الأمر العملاء والخونة الذين ثبت عليهم التآمر على أمن الدولة.
حقد على المسار
تعكس هذه الهجومات حقدا دفينا على المسار الوطني الذي انطلق في 25 جويلية 2021 والذي راجع السياسات السابقة المنخرطة في التعاملات المشبوهة مع القوى الغربية مسّت من سيادتنا الوطنية فحوّلت بلادنا مسرحا للمخابرات الغربية والصهيونية تجلى ذلك في بروز ظاهرة الاغتيالات السياسية على غرار اغتيال الموساد للشهيد محمد الزواري في تونس.
مكاسب مشهود بها
من المكاسب التي أثارت الحقد والتآمر التقدم في كنس مخلفات العشرية السابقة بسن دستور جديد وانتخاب مجلس نيابي ومجلس ثان للجهات والأقاليم في إطار توجه ديمقراطي حقيقي والقطع مع إملاءات المؤسسات العالمية والتعويل على الذات واعتماد الاقتراض الداخلي بالإضافة إلى استرجاع الدولة لدورها الاجتماعي. وانحازت تونس إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واتجهت الدبلوماسية التونسية نحو تنويع علاقاتها الخارجية بما تراه صالحا لها.
الموقف التونسي ثابت لن يتزحزح
أعلنت تونس رفضها التدخل في الشأن الداخلي ولكل المغالطات حول وضعيات بعض الأشخاص من المواطنين الذين يخضعون لتتبّعات عدلية من القضاء الوطني وأحيلوا بتقدير مستقلّ من القضاة، وتونس ترفض تلقّي دروس من الأطراف الخارجية حول الحريات وحقوق الأنسان وحول علاقتها السيادية وهي حريصة على تنفيذ معاهداتها الدولية وتبني علاقاتها على أساس الاحترام المتبادل.
إن هذه المواقف المعادية المدفوعة من القوى الغربية والصهيونية لن تثني شعبنا على مواصلة خوض معركة التحرر الوطني وموقفه ثابت لن يتزحزح فالسيادة الوطنية خط أحمر.