صوت الوطن:العدد(85)-04 أفريل 2025

9 أفريل عيد الشهداء: لماذا نُحْييه وكيف ؟

تحيي تونس عيد الشهداء وفاء لأرواح من ضحوا بحياتهم من أجل تحرير البلاد واستقلالها والحفاظ على سيادتها ودرء الأخطار عنها. وهو فرصة لتعريف الأجيال الحاضرة بنضالات آبائهم واستخلاص العبر منها وتوظيفها لمزيد العمل والمثابرة والدفاع على الوطن ومكتسباته.

      شهداء الاستقلال

تم إقرار يوم 9 أفريل عيدا للشهداء تخليدا لأرواح الذين ارتقوا مطالبين ببرلمان تونسي في مثل هذا اليوم من سنة 1938. غير أن هذا التاريخ أصبح يشمل كل الشهداء منذ سنة 1881 تاريخ دخول الاستعمار الفرنسي حتى استقلال البلاد سنة 1956 بل حتى استكمال التحرير في معركة بنزرت سنة 1961. ولا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الشهداء على مدى 75 سنة لكن التقديرات تفيد بأن عددهم يتراوح بين 8 و10 ألاف شهيد. ويهدف إحياء ذكرى الشهداء اليوم إلى التذكير بنعمة عزة الوطن والحفز نحو التمسك بالسيادة الوطنية درءا لكل التهديدات في ظل الظرف العالمي الذي يشهد تكالب الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا على منطقة المغرب العربي

      شهداء المؤسستين الأمنية والعـسكرية

قدمت المؤسستان الأمنية والعسكرية والديوانة والأمن الرئاسي والسجون العديد من أبنائها شهداء في مواجهة الإرهاب الذي نشأ وترعرع في ظل حكومات العشرية الماضية. وساهمت تضحياتهم في إنقاذ البلاد من خطر نسف مكتسباتها الوطنية والحيلولة دون تحويلها إلى إمارة داعشية مثلما كان مخططا له في ملحمة بنقردان سنة 2016. ويقدر عدد الشهداء من هذه الأسلاك بـ142 وعدد الجرحى 381 مصابا. ويهدف إحياء ذكرى الشهداء إلى شحذ اليقظة والتنبيه من خطر عودة الإرهاب بالنظر إلى التحولات الدولية والإقليمية وخاصة بالمنطقة العربية. 

شهداء من أجل فلسطين

غداة اغتصاب فلسطين سنة 1948 انطلق العديد من التونسيين نحو المشرق للمشاركة في الجهاد من أجل تحريرها ونال المئات منهم الشهادة. وتواصلت عمليات التطوع وعرفت أوجها في منتصف التسعينات في إطار مواجهة اتفاق أوسلو. وكان من بين هؤلاء شباب من حركة النضال الوطني. ولم يقع بعد تحديد عدد شهداء تونس من أجل فلسطين. ويهدف إحياء ذكرى هؤلاء الأبطال إلى الإبقاء على القضية المركزية فلسطين بوصلة وخاصة بعد ملحمة طوفان الأقصى التي فتحت آفاقا جديدة نحو التحرير عبر الكفاح المسلح رغم حدة الهجمة وأخطار التهجير وحرب الإبادة.

صوت الوطن:العدد(85)-04 أفريل 2025
أنشره