المزّونة: السور وما وراء السور
 

أدى حادث انهيار سور معهد المزونة ووفاة ثلاثة تلاميذ يوم 14 أفريل 2025 إلى دق ناقوس الخطر مرة أخرى حول وضع المنظومة التربوية في بلادنا وخاصة في المناطق الداخلية بل حول وضع المرافق العمومية والتنمية والتشغيل بصفة عامة.

من المسؤول 

امتد إهمال المنظومة التربوية على عشرات السنين واستفحل تخريبها خلال العشرية الماضية ذلك أن السور الذي كان سببا في الفاجعة موجود منذ ما يقارب الأربعين سنة ولم يتبادر إلى ذهن أحد إصلاحه. كما دأب بعض الإداريين على التنصل من المسؤولية مختفين وراء تعقّد الإجراءات وطولها. وتتحمل بعض المكوّنات المجتمعية المسؤولية بعد أن استقالت في أدنى الحالات من القيام بدورها أو تكفّل بعضها الآخر بالتنديد أو بالمزايدة.

ردود الفعل

 خرج سكان المزونة محتجين على عدم صيانة المعهد وعدم توفر سيارة إسعاف كان بإمكانها إنقاذ حياة التلاميذ واستنكروا قلة التجهيزات الطبية في المستشفى وغياب فروع لبعض الهياكل الإدارية الهامة مثل فروع شركتي الكهرباء والغاز والمياه فضلا على افتقار المنطقة لمشاريع اقتصادية من شأنها الدفع بالتنمية والحد من البطالة. إلا أنّ بعض الأطراف اغتنمت الفرصة لتأجيج الأوضاع غير عابئة بمشاعر أهالي المتوفين فزجوا بأطفال في الاحتجاجات ووفروا أموالا وردت عليهم من الخارج لإشعال نار الفتنة وإثارة النعرات الجهوية بهدف ضرب وحدة الدولة التونسية لكن الشعب هب رافضا هذه المخططات ومُلقّنا درسا للمتآمرين وقد عبروا على ذلك بكل تلقائية عندما زارهم رئيس الجمهورية.

ما المطلوب؟

من الأكيد أن ما قامت به الدولة مباشرة بعد الفاجعة من إجراءات لفائدة معتمدية المزونة مجهود يُذكر فيشكر لكن هناك مناطق أخرى ليست أفضل حالا من المزونة على مختلف المستويات وهو ما يتطلب أن تكون هناك مزونات أخرى في مستوى الإنجازات دون انتظار سقوط أسوار أخرى. ومن أوكد المهام تحسين البنية التحتية للمؤسسات التربوية وتوفير بقية المرافق كمياه الشرب ووسائل النقل وتحسين وضعية المؤسسات الصحية ومراجعة النصوص القانونية التي تكبل إنجاز المشايع العمومية وتفعيل المجلس الأعلى للتربية والتعليم. ولا يمكن أن تتحقق هذه المطالب إلا إذا وُضعت ضمن معركة تحرر وطني وتجندت كل القوى لتكريسها لا أن تكون المسالة طرف مسؤول يحمل الوزر كله وآخر متفرج لا يعجبه العجب العجاب.

صوت الوطن:العدد(86)-05 مــاي 2025
أنشره
الموسومة على: