صوت الوطن : العدد 63 – 31 مــارس 2023

لا خيار اليوم خارج دعم مسار 25 جويلية

اتفق مجلس الشيوخ الأمريكي والاتحاد الأوروبي وأطراف دولية أخرى على التعبير على قلقهم المزعوم على الوضع في تونس محذرين من عدم التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ومتوقعين ” انهيارا وشيكا للوضع في تونس”. وحيث أضحت تدخلاتهم في شؤوننا مكشوفة فقد غيروا مؤخرا من أساليبهم ملتجئين إلى الابتزاز من ذلك تعبير السفير الفرنسي بتونس على استعداد فرنسا تقديم مساعدات مالية على شرط تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي أو ادعاء رئيسة وزراء إيطاليا دعمها لتونس للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي مرفقة ذلك بدعوة الكيان الصهيوني لتقديم إعانة لتونس لمجابهة الأزمة الاقتصادية.

والحقيقة أن قلقهم لا يعود إلى حنينهم علينا بل دفاعا عن مصالحهم حيث عبروا أكثر من مرة على انزعاجهم من تدفق المهاجرين إلى بلدانهم خاصة بعد دعوة الرئيس قيس سعيّد لوضع حد للهجرة غير الشرعية من دول جنوب الصحراء. وقد وجدت هذه الحملات المغرضة صدى لها في الداخل من القوى التي اختارت الاستقواء بالأجنبي سواء كان هذا الأجنبي سلطة أو برلمانا أو نقابة مما أفرز تيارين متقابلين:

–  تيار أول  يدافع على السيادة الوطنية وشرع فعليا في محاسبة المسؤولين على جرائم العشرية السّوداء وأعاد العلاقات مع سورية. ويحظى هذا التيار بدعم إقليمي ودُولي كالنظام الوطني الجزائري الذي صرّح رئيسه مؤخرا أن “تونس تتعرض لمؤامرة ولن نتخلّى عنها أحبّ من أحب وكره من كره” وبدعم الصين التي صرّح رئيسها: ” لن نسمح بالعبث بالأمن القومي التونسي“.

تيار ثانِ ما انفك يحاول تأليب الشعب ونشر الفتنة ويلجأ لشتى أشكال التخريب الاقتصادي والاجتماعي راهنا نفسه للقوى الأجنبية المتصهينة ويعمل على إلغاء مسار 25 جويلية وما ترجمه من عمق وطني والعودة لدستور 2014 وإعادة الاعتبار لبرلمان 2019.

وفي ظل هذا الوضع لا مجال للوقوف على الحياد أو للمزايدة أو لاستنباط خيار ثالث كما يحاول البعض عبثا إيهامنا به، فالخيار الحقيقي والوحيد هو الذي يدعم مسار 25 جويلية ويتجاوز النقائص ويؤجل الخلافات الثانوية بعيدا عن التذرع بها بتحفظات خارج الزمان والمكان ليجد نفسه يصب الماء في طاحونة أعداء الشعب والوطن. 

صوت الوطن : العدد 63 – 31 مــارس 2023
أنشره
الموسومة على: