بقلم حبيب السماوي : عضو اللجنة المركزية لحركة النضال الوطني- الشروق :23 فيفري 2024

حسام العطار” ولقبوه أيضا ” نيوتن غزة” نسبة إلى عالم الرياضيات الفيزياء المعروف إسحاق نيوتن وأحد رموز الثورة العلمية، طفل فلسطيني أبدع مؤخرا رغم الحصار والمعاناة. هو من الأطفال النازحين مع عائلاتهم من شمال غزة إلى مدينة رفح. فقد استطاع أن يحوّل ظلام المخيم إلى نور بعد أن فعل الكيان الصهيوني ما فعل من أعمال عدوانية وحملة إبادة جماعية وقطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء وتدمير كل مرافق الحياة في رد وحشي على هزيمته المذلة على أيدي أبطال المقاومة منذ فجر السابع من أكتوبر الماضي وعلى مدى أكثر من أربعة أشهر.

” حسام العطار”، أحفظوا اسمه جيدا، هذا الذي أجاب القيادة الصهيونية بطريقته الخاصة المناسبة لسنه قائلا لهم ” نحن هنا باقون على صدوركم كالجدار”. فقد نجح في تحويل الظلام إلى نور من خلال أدوات بسيطة وذلك بتوليد الطاقة عبر اختراع يتكون من مروحيتين لتوليد الكهرباء وربطهما بأسلاك لتوفير الإضاءة اللازمة لسكان المخيم الذي أغرقه أعداء الحياة في الظلام.

حسام العطار تفنن بشكل غير عادي في هذا الاختراع، فرغم توقف الدروس جراء تدمير المدارس واستشهاد المئات من المعلمين والآلاف من الأطفال لم يتوقف العقل الفلسطيني عن التفكير والإبداع واستنباط الحلول لتجاوز الوضع الصعب الذي يعيشه الغزاويون. وهكذا بدأ ” نيوتن غزة” منذ نعومة أظافره يسير على خطى المهندسين الشهداء ومن بينهم عمر علي السرطاوي وجمال أبو سمهدانة ويحي عياش وإحسان شواهنة ومحمد الزواري والمهندسون والقادة العباقرة الذين خططوا بطريقة علمية لملحمة طوفان الأقصى وبنوا الأنفاق وجمعوا العتاد والأسلحة وغرسوا لدى أبناء شعبهم حبّ الوطن والتمسك بالأرض.

إنها رسالة موجهة للصهاينة والأمريكان ودرس وعبرة لكل أحرار العالم، طفل فلسطيني يضيء المخيم بل يضيء طريق النصر وكأنه يصرخ ” نحن أصحاب حق، نحن باقون في أرضنا ولن نرضخ لمخطط التهجير، نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت، وستظل مفاتيح بيوتنا في أيدينا نرثها أبا عن جد حتى نعود إلى بيوتنا الأصلية التي هجّرونا منها. إننا نستلهم ذلك من قيمنا العربية الأصيلة ومن ملاحم المقاومة الباسلة وخاصة منذ السابع من أكتوبر ومن الأناشيد والقصائد المقاومة”. ويذكرنا هذا الاختراع بالأنشودة التي كتب أبياتها الشاعر الفلسطيني توفيق زياد “إنا هنا باقون فلتشربوا البحر”:

كأننا عشرون مستحيل

في اللدّ والرملة والجليل

هنا على صدوركم باقون كالجدار

وفي حلوقكم

كقطعة الزجاج، كالصبار

وفي عيونكم

زوبعة من نار

هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار

نجوع .. نعرى .. نتحدّى

ننشد الأشعار

ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات

ونملأ السجون كبرياء

ونصنع الأطفال جيلا ثائرا وراء جيل.

طوفان الأقصى يصنع الأطفال جيلا ثائرا وراء جيل:حسام العطار أو نيوتن غزة أنموذجا
أنشره