في ذكرى مارس 2016

الطاهر الهازل : مستشار بلدي

24/02/2021

تفصلنا عن إحياء ذكرى ملحمة 07 مارس 2016 البطولية التي سطرت بدماء من ذهب ملاحم الانتصار على عدو إرهابي حاول فاشلا السيطرة على جزء من ربوع وطننا للانطلاق من خلاله لتنفيذ مؤامرته الخبيثة لتطويع أرضنا وشعبنا وجعلهم رهينة لمخططات استعمارية صهيونية بأدوات إرهابية وتكفيرية وبحاضنة التنظيمات الإخوانية  كما فعلت ذلك في عدة أقطار عربية أصبحت مكلومة بجرائم هذه العصابات فبثت الفوضى واستهدفت مكتسبات الدولة الوطنية ونهبت ثرواتها وآثارها ونكلت بالأبرياء وأقامت المشانق واقترفت أبشع الجرائم تحت حماية القوى الاستعمارية التي دعمتها وجاءت بها لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بدعوى الربيع المزعوم و الديمقراطية الزائفة والملغومة .

لكن إرادة أهالينا في بنقردان وفي ملحمة بطولية سيشهد لها التاريخ أحبطت هذه المؤامرة بفضل تلاحم الشعب وبواسل الأمن والجيش الوطنيين و قسمت ظهر المتآمرين و أفشلت مخططاتهم في السيطرة على تونس وعلى مغربنا العربي . فكان لها الانعكاس الايجابي على قوى التحرر الوطني على امتداد رقعة وطننا العربي

تمر ذكرى 7 مارس 2016 و شعبنا مازال يعاني من منظومة فاشلة تسلمت مقاليد السلطة منذ أكثر من عشر سنوات بعد ربيع مزعوم بشرت به قوى الإسلام السياسي و روافده و روجت لشعاراته الجوفاء حتى تحافظ على مواقعها و تربعها على سلطة فاشلة بجميع مخرجاتها و بغطاء قوى استعمارية أجنبية متجاهلة مطالب شعبنا في القضاء على الإرهاب ومرتكبيه وحاضنيه في جبالنا وربوعنا وبمحاسبة قتلة الأبرياء و الأمنيين والعسكريين و القيادات السياسية المناضلة و بحل شفرة التسفير التي أصابت شبابنا وورطتهم في جرائم بشعة في حق أشقائنا في ليبيا وسوريا و كشف حقيقة تورط الجهاز السري الذي ينال من حرمة البلاد ويهدد سيادتها وسلامة أهلها.

إن تعامل السلطة مع الملحمة الوطنية ببنقردان يكشف حقيقة المنظومة الحاكمة التي تسعى لتهميش هذه المحطة النضالية الوطنية والعربية بأتباع سياسة التجاهل نحوها و اعتبارها حدث عابر وهو ما يتجلى في عدم إحياء الذكرى بالشكل الذي يليق بها و بدورها فتعمدت وخاصة بعد الذكرى الأولى تهميشها والاقتصار على مراسم بروتوكولية جوفاء فتركت المبادرة لأهالي الجهة ليصبح إحياء الذكرى محليا متاجهلة مطالب أهلنا في بنقردان الداعية للاحتفال بهذه المحطة النضالية وطنيا وجعل 7 مارس يوم عيد وطني.

إضافة لكل ذلك تعاطت السلط الحاكمة مع مطالب عائلات وأسر الشهداء والجرحى من أهالي الجهة أو غيرهم من الجهات التي قدمت أبنائها شهداء في هذه الملحمة بسياستها المعهودة عبر التسويف والمماطلة و تجاهل حق ذويهم في التشغيل والرعاية .

إن ما قدمه أبناء بنقردان ورجال الأمن والجيش الوطنيين من تضحيات وبطولات وما جسده شبابها من روح بذل وعطاء وانتماء للوطن والذود عنه وعن حرمته يتطلب منا جميعا الوقوف مع مطالب أهالينا في بنقردان والجنوب عموما في حقهم في التنمية والتشغيل و مطالبة السلط الحاكمة بالوفاء بتعهداتها تجاه متساكني هذه الربوع الذين قدموا التضحيات والشهداء كما سبقهم في ذلك أجدادهم وآباؤهم دفاعا عن الوطن وعن سيادته…

في ذكرى مارس 2016
أنشره
الموسومة على: