دعت الحكومة التونسية لعقد مؤتمر دولي أسمَوه مؤتمر “أصدقاء” سوريا، وهو في الواقع مؤتمر أعداء سوريا وسبق أن دعت لهذا المؤتمر أمريكا وتبنّته تركيا ثم عُيّنت تونس لأن تحتضن هذا المؤتمر.

 وجاءت هذه الدعوة على إثر فشل الجامعة العربية في محاصرة سورية وبعد استعمال روسيا والصين الفيتو في مجلس الأمن لإسقاط قرار تقدّمت به الجامعة العربية والغرب لإباحة التدخل العسكري الإمبريالي، وجاء القرار الجديد لعقد المؤتمر الدولي في تونس بحثا عن شرعية للعدوان على سوريا خارج مجلس الأمن والجامعة العربية. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الدولي تطبيقا للإملاءات الإمبريالية لمحاصرة سوريا وإسقاطها بأدوات عربية تتمثل في السعودية وقطر والمغرب وتونس إضافة إلى تركيا.

والسؤال المطروح هنا: لمصلحة من هذا التآمر على سوريا؟ وما هي مصلحة الأمة والشعب العربي في ذلك؟ والإجابة تكمن فيما حلّ بالعراق وليبيا من دمار وخراب وسفك للدماء بعد ما استُهدِفا وتم غزوهما وتدميرهما من طرف دول الحلف الأطلسي وعلى رأسهم أمريكا وبتواطؤ دول عربية، وخاصة منها دول الخليج.

ثم لماذا كل هذا الحماس في العمل على استهداف سوريا؟ ولماذا لا نلحظ نفس الحماس في ما يخص قضية فلسطين؟ والحال أنّ القدس تُهوّد والأقصى يُستهدف يوميا وهو مُهدّد بالسقوط، ألم يكن الأولى بالدول العربية أن توحّد كل إمكاناتها وطاقاتها ضد الأعداء الحقيقيين؟ وأن تتبرّع بالـ”مقاتلين” والأموال والسلاح والضخ الإعلامي لمقاومة الصهاينة.. فما هو مصير فلسطين حينما يُضرب الجيش السوري بعد أن ضُرب الجيش العراقي العتيد والجيش الليبي وبعد أن تتخلخل مقوّمات المواجهة والصمود في هذه الأقطار الأساسية؟ أليس هذا سقوطا في شرك الخطة الإمبريالية والصهيونية التي تهدف للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وبقائه والسيطرة على الوطن العربي والتمدّد الصهيوني فيه.

إن” انخراط الحكومة التونسية في محاولة الإجهاز على سوريا يندرج ضمن نفس انخراطها في الخطة التي استهدفت ليبيا وأفضت إلى تدمير مكتسبات شعبها وتفكيك دولتها وإسقاط نظامها وأغرقتها في الفوضى والفُرقة وانعدام الأمن لِيهنأ أعداءها بنهب ثرواتها وإقامة القواعد فيها، فانعكس كل ذلك على وضع الجماهير في تونس، ففاقم تدهور الوضع الاجتماعي لشعبنا.. وسيُعمّق انخراط تونس في استهداف سوريا حدّة تدهور هذا الوضع، خاصة وأنّ علاقاتنا بسوريا كانت وطيدة.

ثم ألا تقوّض هذه السياسة ما سُمّي توجها لوحدة المغرب العربي؟ ألا يزيد ذلك من حدّة الانقسام بين تونس والجزائر مثلا؟ والسؤال هنا ما هو مصير الحديث الذي تواتر مؤخرا حول حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في تونس عن طريق تحقيق وحدة المغرب العربي وإقامة العلاقات الوطيدة مع الجارتين الجزائر وليبيا في كنف الانسجام في حين أنّ الانسجام الذي نلحظه هو مع قطر التي باعت ذمّتها للأمريكان والصهاينة والتي امتدحها البعض قائلا إنّها “دولة صغيرة حققت نجاحات دبلوماسية”.. فأيّ نجاحات هذه التي حققتها قطر أهي تدمير ليبيا مع حلف الناتو ومحاولة تدمير سوريا وجر الأقطار العربية للإستراتيجية الأمريكية؟ فهل ستتّبع تونس خُطى قطر الصغيرة؟..

دعوة للجميع للتجمع في تونس العاصمة يوم الأحد 19/2/2012 الساعة 11 صباحا بساحة حقوق الإنسان شارع محمد الخامس للتعبير عن رفضنا لانعقاد مؤتمر التآمر على سوريا في تونس

                     اللجنة الوطنية لدعم سوريا         تونس 18/2/2012

لا لانعقاد المؤتمر الدولي لأعداء سوريا في تونس
أنشره
الموسومة على: