لماذا تحولت صفاقس إلى عاصمة الهجرة غير الشرعية في تونس؟

أصبحت مدينة صفاقس عاصمة الأفارقة الوافدين من جنوب الصحراء وذلك بشكل لافت للانتباه وهو ما يثير التساؤل حول أسباب هذه الظاهرة. ويبدو أن ذلك يعود أساسا إلى أن سواحل صفاقس تمثل أقرب السواحل التونسية إلى إيطاليا فضلا على توفر بنية تحتية مغرية مثل قوارب الصيد العديدة وتساعد على التمويه بالنسبة لمن ينوون التوجه نحو أوروبا. وقد يكون اتساع المدينة وكبرها والتي يتجاوز عدد السكان فيها المليون ساكن بما جعلها المدينة الثانية بعد العاصمة والحركية الاقتصادية التي عرفت بها تاريخيا مجالا يوفر إمكانيات الإقامة والسكنى والعمل وخاصة لمن ينوون الاستقرار.

لقد تحولت ظاهرة العدد الضخم والمتزايد للمهاجرين غير الشرعيين في صفاقس إلى كارثة بأتم معنى الكلمة فأصبحتَ تشاهد في باب الجبلي مثلا خياما منتشرة بطريقة عشوائية حيث يحتمي المهاجرون بها نهارا من أشعة الشمس ويقضون فيها ليلهم في ظل غياب المرافق الأساسية مثل المياه وبيوت الراحة والإنارة وغيرها. وبدأ مرض السل يتفشى بينهم وتلقت بعض المصحات في صفاقس إصابات بالسيدا.

ويمارس يعضهم مهنا متعددة وخاصة تجارة مواد مجهولة المصدر ويلجأ البعض الآخر إلى العمل كأجراء بطريقة غير قانونية. وانتشرت في الأشهر الأخيرة أعمال العنف سواء فيما بين المهاجرين أو بينهم وبين سكان صفاقس الذين أصبحوا يرفعون يوميا قضايا تتعلق باعتداءات بالعنف أو الانتصاب أمام محلاتهم أو إخلاء المساكن بسبب العدد الكبير للمقيمين به. وتسبب تدفق اللاجئين السودانيين مؤخرا إلى تنافر وصراع بينهم وبين باقي المهاجرين مما أدى إلى مشاكل إضافية.  وأدت كل هذه المظاهر إلى مزيد توتر المناخ الاجتماعي المتوتر بطبعه بسبب غلاء الأسعار وفقدان بعض المواد الأساسية وانقطاع الماء المتكرر وعدم فض مشكل النفايات. 

وهكذا فاض الكأس مما دفع بالسكان إلى القيام باحتجاجات رفعوا فيها شعارات تلخص مطالبهم مثل “بعيدا عن العنصرية، أمن بلادنا أولوية” و “لا توطين لا استيطان تونس للتونسيين” و”أوقفوا العصابات المسؤولة عن قوارب الموت” و”صفاقس ليست منطقة عبور”…

إن صفاقس في حاجة إلى إجراءات عاجلة بقطع النظر عن الإجراءات العامة والجذرية التي ينتظرها الشعب التونسي بأكمله في مجال معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

لماذا تحولت صفاقس إلى عاصمة الهجرة غير الشرعية في تونس؟
أنشره