لنكن إلى جانب عملة الحضائر في نضالاتهم

 مثل الاتفاق الأخير الممضى بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل رغم نواقصه انتصارا لإرادة عملة الحضائر بعد نضالات عديدة خاضها هؤلاء اتخذت أشكالا متعددة. فقد تعرضت مسيرة هذه الفئة في البداية إلى صعوبات كبيرة إذ غلب على تحركاتها الطابع العفوي والارتجال لغياب التأطير والدعم ولتجاهل السلط لمطالبها ومحاولة وأدها من الوهلة الأولى ومحاصرتها أمنيا تارة بالاعتقالات وطورا بتهديد العناصر القيادية فيها وطورا آخر بتمييع الحراك والالتفاف على مشروعية المطالب.

وقد وقفت حركة النضال الوطني إلى جانب عملة الحضائر منذ الوهلة الأولى فسعت إلى توجيههم لتنظيم صفوفهم وإيصال صوتهم بعيدا عن كل توظيف انتهازي فشاركت في الوقفات الاحتجاجية وحاولت توفير  ضمانات النجاح من تأطير وتسلح بالمعطيات القانونية وشن حملات إعلامية وتدعيم الثقة في الاتحاد العام التونسي للشغل، فشهد هذا الزخم النضالي نقلة نوعية خاصة مع اكتساب الخبرة والمراكمة فغطت التحركات كل جهات البلاد واتخذ الملف بعده الوطني فأصبح محل اهتمام الأحزاب والمنظمات التي حاولت عبثا التعاطي معه من منطلق المصلحة الآنية الذاتية عوض النزعة الوطنية التي تسعى لفرض حقوق هؤلاء في الشغل اللائق وفي تسوية عادلة وشاملة ومنصفة.

ومن خلال النضالات الميدانية برزت قيادات مناضلة ومتحلية بروح وطنية عالية قادت التحركات وأوصلتها لمرحلة متقدمة من حيث قدرتها على التنظم وافتكاك الحقوق والدفاع عن المطالب المشروعة بكل اقتدار وجرأة. كما أصبحت هذه العناصر القيادية وكذلك عموم المعنيين بالموضوع يميزون تدريجيا ومن خلال الممارسة بين من يعمل صادقا لمساعدتها على نيل حقوقها وبين من يحاول الركوب عليها.

كما أبرزت هذه التجربة حاجة الجماهير لمن يقف إلى جانبها لإرشادها ودعمها وبينت من ناحية أخرى قدرة المناضلين الصادقين في التأثير في التحركات الاجتماعية وتوجيهها الوجهة الصائبة لتحقيق مطالبها.

لنكن إلى جانب عملة الحضائر في نضالاتهم
أنشره