ليبيا: لا انتخابات حقيقية في ظل التدخل الأجنبي

يعتبر رفض الميليشيات ومن ورائها القوى الإمبريالية والصهيونية لترشح سيف الإسلام القذافي والحكم بالإعدام على خليفة حفتر وستة من كبار قيادات الجيش الليبي من أهم التحديات التي تجعل من إجراء انتخابات مستقلة ونزيهة وشفافة في ليبيا أمرا مستحيلا ذلك أن هدف الأعداء هو تأبيد الوضع الحالي وعزل القوى الوطنية ونشر الفوضى والانقسام ليواصلوا سيطرتهم على مقدرات الشعب الليبي والحيلولة دون عودة ليبيا لتلعب دورها الوطني والقومي في ظل ما يخطط للوطن العربي عموما والمغرب العربي خصوصا ولا سيما الجزائر وتونس ومصر.

إن القوى الامبريالية وخاصة أمريكا وفرنسا وإيطاليا منخرطة تماما عبر أدواتها الإخوانية الإرهابية وبدعم من تركيا أردوغان وبعض الأقطار العربية في تأجيج الصراع داخل ليبيا وما الإبقاء على أكثر من عشرون ألفا من المرتزقة في طرابلس العاصمة إلا دليل على ذلك.

ويعد إقصاء سيف الإسلام القذافي الذي يعتبر الأكثر شعبية والأمل الوحيد للشعب الليبي لضمان وحدة ليبيا وسيطرة الشعب على ثرواته مؤشرا خطيرا على حجم التدخل الأجنبي وزيف ما يروّج له من دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان وما نُفذ من جرائم كان أبرزها اغتيال الشهيد معمر القذافي.

إن ما يخطط له في ليبيا هدفه إبقاؤها ضعيفة ومنقسمة للاستفراد بها وعزلها بغاية التآمر على بقية الأقطار وخاصة الجزائر وتونس وما انخراط المغرب الأقصى في مسار التطبيع وفتح أبوابها لتغلغل الكيان الصهيوني وتوقيع الاتفاقيات العسكرية والمخابراتية إلا محاولة جديدة من الاستعمار والصهيونية لاستئناف مؤامرة ربيع الخراب عبر توريط النظام المغربي في عدوان يتخذ عدة أشكال يستهدف بلد المليون ونصف شهيد.

إن القوى الوطنية في ليبيا الشقيقة بمختلف مشاربها ومن حولها الجماهير والقوات المسلحة ستُفشل هذا المخطط وستُسقط هذه الانتخابات المزوّرة مسبقا وستكنس كل العملاء والمرتزقة من أمثال “الدبيبة” و “باشآغا” وغيرهم.

ليبيا: لا انتخابات حقيقية في ظل التدخل الأجنبي
أنشره