
شهدت تونس مدّا تطوعيا هاما تزامنا مع الحملات الوطنية للتلقيح ضد جائحة كوفيد 19 ولا شك أن هذه الحالة تعكس الروح المعنوية للشباب والقوى الحية والمنظمات الوطنية والجمعيات المشاركة وهي أيضا ترجمة عملية لشعار “حب الوطن من الإيمان” ودليل على تمسك الجماهير بالذود عن الوطن في كل المجالات ومتى أتيحت لها الفرصة لتمارس ذلك.
وقد تواصلت حالة المد التطوعي في تصاعد ملحوظ وحصلت تجارب متميزة وجادة في عدة جهات مثل مدنين وطبربة وجمال وصفاقس وفي كل ربوع تونس وأجمل ما فيها الإصرار والمواظبة حتى أصبح التطوع عنوانا يقبل عليه الشباب مدفوعين من أوليائهم رغم التحدي القائم والمحاذير وجنبا إلى جنب مع أعوان الحماية المدنية والمتقاعدين والمتطوعين من الإطار الطبي وشبه الطبي وقد نتج عنه تطور لدى الشباب في فهم الواقع وتجربة جديدة في العمل الجماهيري المشترك.

كما شارك الشباب في الأيام المفتوحة للتلقيح المكثف ضد فيروس كوفيد 19 وفي اليوم الوطني المفتوح للنظافة بالمؤسسات التربوية فأبلى بلاء حسنا في ممارسة العمل التطوعي ومد يد المساعدة للجماهير وتأطيرهم ورفع العبئ عن الإطار الطبي وشبه الطبي وتدرب على العمل الإسعافي والتعبوي الواسع. وقام البعض من المتطوعين بمساعدة العائلات الراغبة في الحصول على المساعدات الظرفية والاستثنائية وفي التسجيل بمنظومة الأمان الاجتماعي التي كان التسجيل فيها معقدا.
وهكذا فقد نجح المتطوعون في ملامسة الواقع والتعرف على مشاكل الشعب متعلما منه العزيمة والأمل مما يجعله مهيأ لإبراز مهاراته وتوظيف مواهبه مكرسا فهمه للمسألة الوطنية في ممارسته اليومية صلب الشعب.