
الحبيب السماوي – الشروق :27 – 10 – 2024
ألهب البطل المغوار يحيى السنوار مشاعر جماهير الأمة العربية والإسلامية ببطولته في قيادة حركة المقاومة المسلحة وحنكته في تدبير عملية طوفان الأقصى وإدارتها وتمركزه في الصفوف الأمامية في الاشتباك مع الصهاينة الأوغاد بعد أن ظنوا أنه سيبقى متخفيا في الأقبية خائفا من كمشة الجبناء وعصابات الغدر. ومن بين من ألهب السنوار مشاعرهم جماهير المدارج الرياضية الذين عبروا بتلقائيتهم على أسمى عبارات التقدير والتكريم وبعض النجوم الذين تبين أكثر من مرة أن حبهم لفلسطين يتجاوز حبهم للرياضة التي يمارسونها.
الجماهير الرياضية تُحيي يحيى
تعاطفت الجماهير الرياضية من المحيط إلى الخليج مع هذا البطل الأسطوري الفذ وهي التي تتلهف إلى نصر فرقها الرياضية وفرحها لإبداعات أبطالها في ساحات الملاعب فانحنت اليوم للسنوار ورفعت أعلام فلسطين مُندّدة بحرب الإبادة الوحشية المتواصلة ضد الأطفال والنساء والشيوخ وحملت صورته الشهيرة وهو جالس على أريكته وممسك بعصاه مُوجّها كلماته بل رصاصاته نحو عدوه ” هنا باقون على صدوركم كالجدار كقطعة الزجاج كالصبار وفي عيونكم زوبعة من نار”.
ولعله من المفيد التذكير بأن يحيى السنوار سليل أسرة فلسطينية مهجرة من أراضي 1948، تجذرت وطنيته منذ نعومة أظفاره وهو ينظر للمفتاح المعلق في بيتهم وسائر البيوت الفلسطينية المهجرة المؤمنة بالعودة لبيوت الأجداد حالما مثل أبناء شعبه بتحقيق هذا الأمل، أمل استرجاع أرض الزعتر والزيتون، أرض فلسطين المباركة أرض التسامح والتقاء الأديان. التحف كوفيته وعانق بندقيته وتمسك بعصاه وخاطب العالم أن شعب الجبارين يقاوم ولن يقهر وماض نحو النصر المبين.
الشهيد حاضر في المدارج
كانت الجماهير التونسية وفية لعادتها في تكريم الشهداء الأبطال حيث رفعت جماهير مستقبل قابس لافتة تبرز قيمة الشهداء ومواصلة النضال حتى تحرير فلسطين ” من هنية للسنوار القضية لن تنهار”. كما عبرت الجماهير المغربية عن حبها وتقديرها للشهيد السنوار ومنها جماهير الوداد التي رفعت لافتة كبرى موجهة لروح الشهيد أبو إبراهيم ” فزتم بالشهادة يا من تقاومون الإبادة” مرددة شعارات مناصرة لأحرار غزة وللشهيد الرمز يحي السنوار. ورفع جمهور فريق الرجاء عاليا صورة القائد المغوار يحي السنوار اعترافا له ولتضحياته ولافتة كبيرة كتب عليها، “جباليا الإباء، خان يونس الصمود.. وفي رفح ارتقى خير الجنود. وأصدر “ألتراس نادي الزمالك المصري بيانا نعى فيه السنوار ووصفته بـ”قائد الجيل وملهم الأجيال”.
نجوم الرياضة مع فلسطين
واصل اللاعبون العرب المحترفون في البطولات الأوربية وقوفهم مع قضية فلسطين وتكريم الشهداء كلفهم ذلك ما كلفهم حيث رفض اللاعب التونسي في اولمبيك مرسيليا شيم الجبالي اللعب في مقابلة ضد فريق من الكيان الصهيوني فتم طرده. كما تضامن اللاعب المغربي المتألق حكيم زياش مع أحرار غزة رافضا اللعب مع المنتخب المغربي معلنا أنه لا يشرفه الدفاع على ألوان بلد مطبع مع الكيان الصهيوني فقد نشر تدوينة نارية هاجم فيها الحكومة المغربية معتبرا إياها “داعمة للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”. ولاقت التدوينة انتشارا واسعا وتعاطفا كبيرا. وهكذا كان النجوم في مستوى الحدث فلم يترددوا في اتخاذ الموقف الوطني ولو كان على حساب نجوميتهم وما وراءها من امتيازات ومغريات متناغمين مع جماهيرهم الرياضية التي ظلت وفية لفلسطين ولشهدائها بقدر وفائها أو أكثر لفرقها وحبها لإبداعات لاعبيها المفضلين.
إنا هنا باقون
ستبقى روح الشهيد البطل السنوار خالدة وقصة صموده الأسطوري وقيادته الحكيمة للمقاومة الفلسطينية راسخة على مر الأجيال على خطة عز الدين القسام وياسر عرفات والشيخ احمد ياسين وإسماعيل هنية وكذلك سيد الشهداء الشيخ حسن نصر الله وإخوته الشهداء في المقاومة الإسلامية اللبنانية حتى تحرير فلسطين وسيواصل الشعب الفلسطيني نضاله بكل شموخ وعزة حتى التحرير الكامل وإقامة دولته المستقلة. مثلما قالها الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق زياد:
إنا هنا باقون فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار كالخمير في العجين
وإذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا … ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل ..لا نبخل .. لا نبخل
هنا لنا ماض.. وحاضر .. ومستقبل