” إن جماعة الإسلام السياسي وعلى رأسهم حركة النهضة لم يجلبوا لتونس إلا الخراب ولأهلها الجوع وانعدام الأمن. عشر سنوات من حكمهم عرفت البلاد فيها ما لم تعرفه منذ استقلالها. ولسنا في حاجة لكشف ذلك من إغراق البلاد في الديون وتحطيم بنيتها الإنتاجية بفتح الحدود للتهريب والاستيراد الفوضوي وانخرام كل موازينها وتفاقم البطالة والفقر وخاصة غرس الإرهاب فيها فكرا وممارسة وشلّ أجهزة الدولة والتسلل لمفاصلها لغاية التمكين ومسك البلاد لتحقيق مجتمعهم “الإسلامي” المنشود و”دولة الشريعة” التي ” ستملأ الأرض عدلا”.
من هنا جاء واجب تكوين جبهة وطنية تضم كل الأحزاب والمنظمات الوطنية والفعاليات الثقافية والجامعية المؤمنة فعلا بالدولة المدنية والمناهضة لكل التيارات المعادية للوطن وللحريات وللديمقراطية وعلى رأسها جماعة الإخوان وتفرعات الإسلام السياسي التي تعمل ليلا نهارا على تفتيت الدولة وتفجير وحدتها وتقسيم التونسيين.
فالخطر الذي يهدد البلاد يفترض التغاضي على عديد الخصوصيات وكتم عديد الانتقادات الشرعية لهذا الطرف أو ذاك والوعي بأن التناقض الرئيسي الآن في تونس هو بين الوطنيين والمعادين للوطن. وإنه من الواجب والمستعجل تأجيل الخوض في تناقضاتنا واختلاف رؤانا حتى نقلب صفحة الإخوان ونضع تونس من جديد على طريق الأمل.“
عميره عليّه الصغيّر
أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية
12 نوفمبر 2020
“