صوت الوطن : العدد (74) – فيفري 2024
يتزايد من يوم إلى آخر وأمام استمرار العدوان الصهيوني لأكثر من أربعة أشهر الضغط الشعبي المطالب بفتح معبر رفح الذي يمثل المتنفس الوحيد لقطاع غزة. ورغم أهمية المعبر ودوره في تخفيف المعاناة على الشعب الفلسطيني فليس من المنطقي النظر إلى الموضوع من زاوية ضيقة أو تحميل مصر وحدها المسؤولية.
مصر مستهدفة
من أخطر أهداف العدو الصهيوني إفراغ غزة وتهجير سكانها إلى سيناء والاستفراد بالمقاومة وتدميرها بعد تجفيف حاضنتها الشعبية في إطار إفراغ فلسطين من شعبها وتهويدها بالكامل وإنهاء القضية الفلسطينية. وقد رفض النظام المصري علنا ودون مواربة مخطط التهجير رغم الإغراءات الغربية بإلغاء ديون مصر وإغداق التمويلات عليها. ولم تغفر الإدارة الأمريكية وذيولها دور القيادة المصرية الحالية في المساهمة في إسقاط مؤامرة الربيع العربي على المنطقة وسحق حركة الإخوان القادمة على ظهر الانقلابات الأمريكية الناعمة.
مجهودات رغم المكبّلات
تقيم مصر علاقة طيّبة مع جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء وقد لعبت دورا هاما عند إنجاز الهدنة المؤقتة في إدخال المساعدات وإن كانت بعيدة عن المأمول بالنظر إلى أنها مكبلة باتفاقية فيلادلفيا الممضاة مع العدو الصهيوني عام 2005 والتي تجعل معبر رفح خاضعا للرقابة الصهيونية وتلك تبعات كارثة اتفاقية كامب ديفيد وما تلاها والتي تعمل مصر في صمت على التخلص منها. لذلك نرى النظام المصري لا يتردد من حين لآخر في رفض المخططات الصهيونية بل إنه يحمل بذور التمرد على السياسة الأمريكية دون أن يعني ذلك التوهم أنه ارتقى إلى أن يكون اليوم في محور المقاومة.
توجيه السهام نحو العدو الصهيوني
هذه معطيات موضوعية لتنبيه من يعتصر قلبه ألما بصدق لما يحدث بغزة مثلما يحاول البعض الإيحاء بأن مصر هي السبب وتبرئة العدو الصهيوني مما يحدث بل ويتكتمون على دول مطبّعة معه ما انفكت ترسل له المدد بحجة التجارة. فليس أسهل من الانخراط في سب النظام المصري وشتمه بما يخدم العدو موضوعيا. غير أن الكارثة الكبرى تتمثل في اتفاقية كامب ديفيد التي آن الأوان لمصر للتخلص منها والاصطفاف بقوة مع طموحات وآمال الشعب العربي وخاصة حق الشعب الفلسطيني في التحرير الكامل. ولا يعفي الدور المصري القوى الوطنية العربية والإسلامية مهما كان موضعها في الحكم أو خارجه، من أن تناضل من أجل فتح معبر رفح وفك الحصار على غزة ودعم الحق الفلسطيني بصفة عامة.