خرج الشباب بالآلاف في الذكرى الثامنة لاغتيال الشهيد شكري بلعيد يوم 6 فيفري الماضي في مسيرة جابت شوارع العاصمة احتجاجا على أوضاعهم وللمطالبة بإطلاق سراح الشباب الموقوف على إثر التحركات الليلية مطلقين شعارات ضد حركة النهضة ورئيسها ومنادين برحيلهم. أما الشعارات التي ركزت على استهداف الأمن والتسوية بين الإخوان والدساترة بتأثير أطراف “اليسار” المتكلس وأصحاب أجندات منحرفة كالمثليين والمدافعين على الزطلة فقد بقى تأثيرها محدودا ومقتصرا على العاصمة ولم يمس من جوهر الطابع الشعبي للتحرك. كما شارك في التحركات عدة أحزاب سياسية وبعض النواب الذين ما زالوا رغم كل ما ارتكبته حركة النهضة طيلة عشر سنوات من جرائم ومنها اغتيال الشهيد شكري بلعيد، مازالوا مترددين في سحب الثقة من رئيسها.

أمام هذا الوضع لجأت حركة النهضة للتهديد والوعيد فطلعت علينا ببدعة “النزول للشارع” ظنا منها أنها ستحدّ بذلك من المد النضالي المتنامي في العديد من القطاعات والجهات ويخرج علينا رئيسها من حين لآخر ليعدنا بالويل والثبور لعشرات السنين الأخرى من “الاقتتال” و”المجاعة” باسم استمرار “ثورته” المزعومة. فحركة النهضة ما زالت تحلم بإعادة إنتاج نفسها على مستوى السلطة التنفيذية فقد دعت لـ”حكومة سياسية” ولـ”حوار اقتصادي واجتماعي” موهمة أنه الحل للصراع الدائر في أعلى هرم السلطة.

والحقيقة أنه لا “حكومة سياسية” ولا “حوار” لا رباعي ولا سداسي سيقدم الحل بل إن الشارع المرشح لمزيد التحركات هو الذي سيفرض أجندته ويكون مركز التعبير عن برنامج الإنقاذ الوطني ودحض المؤامرات ولينحت وحدة الصف الوطني بمختلف مكوناته الكفيلة  بإخراج البلاد من الوضع الكارثي ووضعها على سكة المشروع الوطني الذي يكرس السيادة الوطنية ويجسم الإرادة السياسية القادرة على تصحيح المسار. أما الوعود التي تطلقها الحكومة وإمضاء الاتفاقات الكاذبة فليست سوى مسكنات لن تنجح في إسكات الجبهة الاجتماعية إلا جزئيا ولحين.

من وحي الذكرى الثامنة لاغتيال الشهيد شكري بلعيد
أنشره
الموسومة على: