قيس سعيد : يوم العلم -05 أوت 2022
حملت كلمة رئيس الدولة في يوم العلم محاور جوهرية هامة غطّت عليها غارات العدو على غزة وصواريخ المقاومة على الكيان الصهيوني .واليوم بعد أن فكت الحرب أوزارها يمكن العودة لأهم النقاط الواردة في هذه الكلمة :
أشاد رئيس الدولة باللغة العربية والاعتزاز للانتماء لها منددا بالاستعمار الفرنسي الذي حاول فرض غزو لغوي ، وفي آن واحد تشجيع العامية لضرب اللغة العربية وخلص إلى القول “نتمسك بلغة الضاد دون مركبات ومنفتحون دون مركبات” . معتبرا أن إصلاح التعليم ليس شيئا فنيا وليس حوارا متخصصا يُديره الخبراء.
وقال سعيد إن الشعب ليس دمية والعلم ليس بضاعة، مشددا على أن ثروتنا الحقيقية التي لا تنضب أبدا هي ثروتنا البشرية وقدرتنا على الاختراع والابداع والتجديد في كافة الميادين حتى بوسائل محدودة.
ثم أشاد بالدولة الوطنية التي راهنت على التعليم للبناء ورصدت ثلث ميزانية البلاد للتعليم. واليوم محاولة ضرب التعليم بمختلف الطرق حتى الهندسة المعمارية للمدارس والأقسام تم المس منها منا أثّر على التهوئة والإنارة . كما فضح تسلل السياسة للتعليم منذ السبعينات والثمانينات إلى اليوم تحت شعار إصلاح التعليم لمواجهة تيار لآخر ، في حين نرى هذين التيارين اليوم يلتقيان في معاداة مسار 25 جويلية .
كما أكد على أن أكبر جريمة في التعليم هي إفراغ العقول من ملكة التفكير والنقد . واذا كان الخطأ في الميادين الأخرى يظهر بسرعة ويعالج بسرعة فإن الخطأ في ميدان التعليم يظهر بعد 20 سنة وكذلك الإصلاح .
وعرّج رئيس الدولة على كارثة هجرة الأدمغة إلى الخارج حيث نشهد نزيف أطباء ومهندسين وطلبة مبرّزين وذلك لغياب الآفاق والتشجيع. موجها انتقادات لسياسات الهجرة الغربية في ظل الاستقطاب الكبير للكفاءات التونسية المتخصصة دون غيرها.وقال سعيد في كلمة احتفاء بيوم العلم في تونس “قلت لكثير من المسؤولين من الخارج من يقرض من؟”، في إشارة الى القروض التي تتلقاها تونس من شركائها ومن الدول الغربية.وتابع سعيد “نحن نقرضهم الكفاءات والعقول التي لا تقدر بمال”.
كما انتقد أيضا “السياسة الانتقائية للهجرة” التي يتوخاها الغرب بسبب القيود المفروضة على نطاق واسع على هجرة التونسيين وحرية التنقل ما يدفع الكثير الى ركوب القوارب والتوجه الى السواحل الأوروبية بطرق غير شرعية ويعيش أكثر من مليون و700 الف تونسي في الخارج بينما قدر المرصد الوطني للهجرة في تونس عدد المغادرين للبلاد سنويا بنحو 36 ألف مهاجر.
وفضح رئيس الدولة التفاوت في التعليم حيث أصبح للأثرياء تعليمهم ولأبناء الشعب تعليمهم. هذا إذا استطاعوا له سبيلا .مما عزّز انتشار الأمية منها “أمية أصحاب الشهائد المدلسة ” و “أمية السياسيين الفاشلين البائسين ” .
ثم ختم رئيس الدولة بالقول أن البترول والغاز ينضب ولكن العقل لا ينضب. فلا بد من الاعتناء بالعقل، أي العقل المستنير والمساواة وهذا من جوهر حقوق الانسان .