هالة الشريف : التونسية التى رفعت العلم في وجه المستوطنين

  ” رفعتُ علمنا، علم فلسطين، أمام مئات الأعلام الصهيونية عند باب العامود في القدس المحتلة، فلم تحتمل دولتهم المدججة بالسلاح رؤية علم واحد لفلسطين، فسحلوني وضربوني واعتقلوني”، هكذا صرحت هالة الشريف بعد ساعات من الإفراج عنها من سجن الرملة. كما أضافت أن أحد محققي الاحتلال صب جام غضبه عليها وسألها إذا ما كنت فلسطينية مولودة في تونس. فأجابته: “أنني تونسية الأصل وفلسطين هي بلدي الذي تزوجت منها القائد المرحوم عثمان أبو غربية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأعيش هنا وسأموت وأدفن إلى جانب زوجي في القدس”. كان ذلك يوم 15 جوان 2021 في إطار مواجهة الفلسطينيين لما يسمى بمسيرة الأعلام التي يرفع فيها المستوطنون كل سنة الأعلام الصهيونية. 

وتبلغ هالة من العمر 58 عاما وهي أم لأربع بنات وجدَّة وأرملة المناضل الفلسطيني عثمان أبو غربية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد أبرز قياداتها المقاومة عسكريا وفكريا الذي كان قد انتقل إلى تونس عام 1983، وتولى مهامه نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم في الحركة. وتقيم هالة في رام الله منذ سنة 1994. وهي رياضية تواظب على ركوب الدراجة الهوائية وتقطع مسافات طويلة في التظاهرات والركض لتفادي أي اعتقال على أيدي جنود الاحتلال أو التعرض لقنابل الغاز المسيلة للدموع. 

وتنشط هالة منذ سنوات في كل أشكال المقاومة الشعبية وتتواجد عند النقاط الساخنة من أقصى شمال الضفة الغربية إلى أقصى جنوبها مما جعلها معروفة بمقاومتها الشرسة للاستيطان في أغلب قرى الضفة مثل كفر قدوم وقلقيلية وشوفة وونزلة عيسى في طولكرم، وبورين وبيت دجن وبيت فوريك في نابلس وقرى بيت لحم والخليل وسلفيت.  وكانت هالة من أبرز الشخصيات التي شاركت في خيمة الصمود بالخان الأحمر عام 2018 دفاعا عن الأرض الفلسطينية على مدى أكثر من 100 يوم.

هالة معروفة أيضا من خلال كتاباتها اليومية لزوجها الراحل عثمان أبو غربية الذي توفي سنة 2016 حيث ما زالت تكتب له وتتحدث معه يوميا وكأنه لم يرحل في انعكاس لقصة الحب والزواج الطويلة التي جمعتهما بل جمعت وتجمع تونس بفلسطين. 

هالة الشريف : التونسية التى رفعت العلم في وجه المستوطنين
أنشره
الموسومة على: