
”احتلال “اسرائيل” للأراضي الفلسطينية انتهاك صارخ للقانون الدولي وسياسة إجرامية واضحة“
هذا التصريح هو لرئيس الشيلي الجديد غابرييل بوريك الذي فاز يوم 20 ديسمبر 2021 معلنا انضمام الشيلي إلى محور البلدان الوطنية التقدمية الشعبية في أمريكا الجنوبية والوسطى من كوبا ونيكاراغوا وفينيزويلا إلى بوليفيا والأوروغواي والأكوادور والبيرو والأرجنتين وآخرها المكسيك والهندوراس. وهكذا أصبحت هذه البلدان تشكل تحالفا قويا يرفض الهيمنة الأمريكية وتعليمات صندوق النقد الدولي والبنوك العالمية.
وقد فاز الرئيس الشاب (35 عاما) إثر تقديم برنامج انتخابي ينص على بناء اقتصاد وطني شعبي يقوم على فرض ضرائب على الثروات الكبرى وخلق فرص العمل وحماية حقوق العمال ومحاربة الفساد والمخدرات وتقليل الفوارق الطبقية وتعزيز كرامة المواطن.
وكانت بداية المد الوطني في أمريكا اللاتينية في مطلع هذا القرن بصعود هوغو شافيز رئيسا لفنزويلا ومنذ تلك الفترة والمنطقة تعيش مخاضا بين القوى الوطنية الشعبية التقدمية الصاعدة والقوى العميلة للولايات المتحدة الأمريكية وتحوّل الصراع من الشكل العسكري بين حركات معارضة مسلحة وأنظمة خائنة مستبدّة تسيّرها أمريكا إلى صراع سياسي شعبي في مواجهة حرب جديدة تقوم على أساليب استخبارية واقتصادية وإعلامية عوضا على الأساليب التقليدية التي تقوم على الحروب العسكرية وتدبير الانقلابات. لذلك مثــّـل صعود الرئيس غابريال في الشيلي تتويجا لنضال خاضته القوى المعارضة للولايات المتحدة لتطوي حقبة انقلاب الديكتاتور بينوشي في 1973 واغتيال الزعيم التقدمي سلفادور ألندي آنذاك.
إن هذا التحوٌل في أمريكا اللاتينية ليس موجّها للداخل فقط فهو يحمل في طياته سياسة دولية تدعم تحرّر الشعوب وتنتصر لحقها وتجلّى ذلك في الوقوف الصّادق مع القضايا العربية العادلة وخاصة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في معركة تحرّره .
إننا أمام مخاض دولي كبير تكسر فيه الشعوب الهيمنة الأمريكية وإملاءاتها، فلنعمل أن يسهم شعبنا في التحول بالخروج من تحت العباءة الأمريكية الغربية إلى حكم وطني متحرٌر في خدمة الجماهير.