الوثيقة المرجعية

حركة النضال الوطني


حزب يعمل في القانونية منذ فيفري 2012، وله قبل هذا التاريخ وجود يمتد إلى فترة تقارب الأربعين سنة.

تدعم الحركة مسار 25 جويلية 2021 لتجاوز آثار منظومة 2011 من أجل إعادة الاعتبار للسيادة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع على الحريات الأساسية وعلى القضايا القومية العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.

وتطرح الحركة برنامج إنقاذ وطني يقوم على تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية الملحة للشعب من تحسين القدرة الشرائية وتشغيل الشباب والارتقاء بالمرافق الأساسية من صحة وتعليم ونقل وحماية اجتماعية وبيئة سليمة وأمن.

تنتمي الحركة إلى الطرح الوطني الديمقراطي الذي يعود ظهوره إلى سبعينات القرن الماضي والذي رسم التباين الفكري والسياسي والتنظيمي مع قوى “اليسار” السائدة على الساحة آنذاك.

نشأت الحركة وبلورت خطها السياسي استنادا إلى نضال شعبنا وباستيعاب دروس الصراع العربي/الإمبريالي الصهيوني فكانت حركة فيفري 72 ثم حرب أكتوبر 73 منطلقا لهذه النشأة ولتخصيص الطرح على الواقع من خلال دراسات وبحوث شملت الجوانب الفكرية والسياسية فضلا عن إصدار جريدة الشعلة التي ساهمت في “نشر الماركسية اللينينة وبلورة الوعي الوطني الديمقراطي”.

تعرضت الحركة منذ انطلاقها وخلال مسيرتها إلى ضربات متعدّدة قابلها مناضلوها بالصمود والمواجهة مما صلّـب عودها وجذّر خطها وعمّق انصهارها.

26 جانفي 1978 و”الشعب السرية”


وقفت الحركة في 26/1/1978 في وجه الكتلة المتصلبة التي ارتكبت مجزرة الخميس الأسود طمعا في إخماد صوت الشعب بالقوّة فدعت إلى مقاطعة النقابة المنصّبة والتمسك بشرعية الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وقع الزج بقيادته الشرعية في السجن واحتلال مقراته وإيقاف جريدة “الشعب” الناطقة باسمه. فبادرت الحركة بتكوين لجان مبادرة لاستعادة هياكل الاتحاد الشرعية وإصدار جريدة “الشعب” بصورة سرية ووزعتها على نطاق واسع في الأحياء والمؤسسات في كل أنحاء البلاد.

وكان للدعم الذي نظمه مناضلوها لفائدة النقابيين والعمال المفصولين الأثر الكبير في نفوسهم فرفع معنوياتهم وشد إزرهم وشجعهم على الصمود والنضال من أجل استرجاع اتحادهم.

وعرف مناضلو الحركة نتيجة ذلك الملاحقة والإيقاف والتعذيب والسجن والمحاكمة وسقوط شهداء وانضمت لهم عائلاتهم لمساندتهم مما كلف بعضها الإيقاف والمحاكمة.  لكن نضالهم وصمود النقابيين دفع النظام إلى التراجع فأطلق سراح القيادة الشرعية وقبل عودتها كما أطلق سراح مناضلي الحركة مما أثبت صحة تكتيك العمل النقابي وفشل تكتيكات خاطئة مثلما عُرف بـ” الافتكاك” الانتهازي.

البعد العربي للحركة

تتبنى الحركة القضايا القومية الكبرى وفي مقدمتها قضية فلسطين وتؤمن أن “مصير العرب من مصير فلسطين، إن تحررت تحرروا”.

عمقت الحركة استيعابها لواقع أمتنا العربية وتفاعلت مع الأحداث البارزة في الصراع العربي/الإمبريالي الصهيوني فدعمت صمود الشعب العربي في فلسطين في كل المحطات التاريخية ووقفت إلى جانب القلاع الوطنية ضد أي عدوان إمبريالي صهيوني يقع عليها أو يحاول استهدافها فقامت بتوجيه القوافل والوفود الشعبية وإيصال الدعم سواء إلى العراق أو سورية أو ليبيا أو لبنان أو الجزائر مثلما استقدمت العديد من الرموز الوطنية العربية.

تطوع جزء من خيرة شبابها للمساهمة المباشرة في المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني وارتقى عدد منهم شهداء. وشكلت هذه التجربة مثالا لروح البذل والعطاء ورافعة للعمل المقاوم وتكريسا عمليا للبعد العربي مما ساهم في الحفاظ على جذوة قضية فلسطين حيّة في قلوب شعبنا وإجهاض محاولات التطبيع.

“الربيع العربي”


الربيع العربي

كانت الحركة في نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011 من القوى السياسية القليلة إن لم تكن الوحيدة على مستوى القطر التي عبّرت عن موقف مناهض لما سُمِّي بالربيع العربي منبهة إلى أنه مشروع إمبريالي اعتمد على الإخوان المسلمين وتوابعهم من قوى تكفيرية/إرهابية لنشر الفوضى الهدامة وإضعاف الدول الوطنية لمصلحة الكيان الصهيوني.

ولئن أقرت الحركة بمشروعية المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي انتفضت من أجلها الجماهير ورفضت لجوء النظام إلى الحلول الأمنية إلا أنها واجهت الاستقواء بالأجنبي الذي كرّسه تحالف 18 أكتوبر منذ 2005 لتحقيق أطماعه في السلطة بعيدا عن مصلحة الوطن والدفاع المزعوم عن” الحقوق والحريات” معلنة موقفها من خلال بيانين صدرا بتاريخ 31/12/2010 و11/1/2011.

رفضت الحركة إلغاء دستور 1959 واعتبرت إخراج الدساترة الوطنيين من المشهد السياسي في تونس فسح مجال لهيمنة الإخوان عليه. كما ربطت بين ما كان يُحاك لتونس وما كان يُدبّر لبعض الأقطار العربية فوقفت ضد العدوان الأطلسي/الصهيوني على ليبيا وضد الحرب الكونية على سورية وفضحت  ما سُمِّي بـ“ثورة فبراير” و”الثورة السورية”.

تصدّرت الحركة تحركات التصدي لمؤتمر ما سُمّي بـ”أصدقاء سورية” الذي أعطى إشارة الانطلاق لتسفير آلاف الشباب والزج بهم في الحرب على سورية وليبيا وشاركت بصفة فعالة في الوقفات الاحتجاجية وبادرت بتنظيم ندوات. وانخرطت في كل النضالات المطالبة بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

نشاط الحركة في إطار القانونية


انضمت الحركة إلى تحركات جبهة الإنقاذ في 2013 لإسقاط حكومة الترويكا ثم شاركت في المحطات الانتخابية التشريعية والبلدية إيمانا منها بأهمية استغلال كل الأطر للارتباط بالجماهير والنضال من مختلف المواقع لتحقيق مطالبها.

نظمت مؤتمرها التأسيسي في أفريل 2014 وعقدت مؤتمرها الأول في أفريل 2019 وكان لها موعد مع تظاهرة سنوية مخصصة لإحياء ذكرى الشهداء: شهداء الحركة الوطنية وشهداء الإرهاب وشهداء تونس من أجل تحرير فلسطين. كما عقدت عدة ندوات حول مواضيع اقتصادية واجتماعية تهم القطر.

وواصلت الحركة دعم نضالات الشعوب والأمم المضطـَـهَدة ضد الامبريالية ونضالات الشعوب في البلدان الرأسمالية ونادت بتنويع علاقات بلادنا الدولية بالتوجه نحو دول البريكس وخاصة منها الصين وروسيا والبرازيل.

الترخيص بالرائد الرسمي

***

المهام الراهنة


تجدّد الحركة دعوتها التي أطلقتها من خلال برنامج إنقاذ وطني يقوم على إنجاز مهمة إزاحة الإخوان وتوابعهم وتجاوز مخلفات “الربيع العربي” بمحاسبة من أجرم في حق الشعب ومواجهة هجمة التطبيع وإعادة العلاقات مع سورية.

وتلتزم الحركة بالتحلي بروح وحدوية مع القوى الوطنية وبالوقوف إلى جانب الجماهير الشعبية في نضالها اليومي من أجل تحقيق مطالبها الملحة من تحسين مقدرتها الشرائية والارتقاء بالمرافق الأساسية وحل معضلة تشغيل الشباب بالاعتماد على القطاع العمومي كمحرك ودافع للأوضاع الاقتصادية وبإعادة بناء الاقتصاد الوطني عن طريق فلاحة عصرية تضمن الأمن والسيادة الغذائيين وإنجاز برنامج تصنيع وطني يثري موارد البلاد الفلاحية والمنجمية والسير بخطوات حثيثة وجادّة نحو تعاون مع ليبيا والجزائر وتكامل معها.

الوثيقة المرجعية
أنشره
الموسومة على: