
انحيازنا للوطن وقضاياه العادلة قناعة ثابتة لا ترضخ لأي حسابات ضيقة ولا للمساومة كلفنا ذلك ما كلفنا وهذا دأبنا ولا نريد من ورائه جزاء ولا شكورا . وستظل تضحيات شهدائنا كغيرهم من شهداء الوطن دين في رقابنا يحثنا على الوفاء لهم ولتضحياتهم والسير على خطاهم في الدفاع عن بلادنا وعن فلسطين وعن أمتنا العربية المضطهدة دون أن نحيد عن ثوابتنا من أجل تحقيق وحدتها وتحررها من سيطرة الإمبريالية والصهيونية وعملائهم خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه تونس و أغلب أقطارنا العربية التي تتعرض لمؤامرة خطيرة بدعوى ثورات ” الربيع العربي ” وتنفذه تنظيمات الإسلام السياسي المتواطئة مع القوى الاستعمارية والصهيونية وعلى رأسهم تنظيم الأخوان وتفرعاته الإرهابية والتكفيرية في محاولة لاجتثاث كل ما هو وطني تطبيقا لمخطط تدمير الدول الوطنية الذي دشنته الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق سنة 2003 والذي امتد واتخذ شكلا أكثر خطورة في 2011 بداية من تونس ومصر ثم ليبيا وسورية ونعيش منذ عشر سنوات على وقع كوارثها في تونس.
فخطنا الوطني المناضل (حركة النضال الوطني الآن) قدم التضحيات ولا زال مستعدا لتقديم المزيد دفاعا عن كرامة الوطن و سيادته وعن قضاياه الاجتماعية العادلة ولنا ان نستذكر بكل روح الوفاء والفخر ونحن نحتفل بذكرى استشهاد زهرة من زهرات تونس ومناضلة من مناضلات حركتنا ” زهرة التيس ” عروس الجنوب التي استشهدت في غرة جانفي 1991 إثر اعتقالها مع رفاق لها على إثر مشاركتهم في مسيرة ببنقردان ضد العدوان والحصار المفروض على ليبيا والمطالبة بالوحدة العربية والتحقت برفيقها الشهيد الشاب المقدام “حمادي زلوز” إبن منزل بورقيبة الذي استشهد في 3 ديسمبر 1978 تحت التعذيب في زنازين الاعتقال لمشاركته وقيادته نضالات شعبنا ضد الخيارات الخاطئة ودفاعا عن منظمة حشاد أحد قلاع النضال الوطني والاجتماعي .فقاد خلية من المناضلين كلفت بتوزيع جريدة الشعب السرية التي أصدرها مناضلينا كرد على مصادرة وإيقاف جريدة الشعب اللسان الناطق باسم الاتحاد العام التونسي للشغل و الدفاع عن القيادة الشرعية للمنظمة الشغيلة التي حاول النظام إقصاءها بعد أن زج بها وبقيادات ومناضلون من حركتنا في زنازين الاعتقال..
وإيمانا منا بمركزية قضية العرب الأولى و بأن مصير العرب من مصير فلسطين فأن تحررت تحرروا جسد خطنا و حركتنا هذا الشعار على أرض الواقع فتطوع خيرة شبابنا في صفوف المقاومة الفلسطينية وقادوا عمليات فدائية بطولية وشاركوا في التصدي للقوات الصهيونية فسالت دماؤهم وامتزجت مع دماء رفاقا لهم من فلسطين وسوريا ولبنان وغيرهم ولم نتعامل معه كشعار أجوف للاستهلاك الانتهازي كما يفعل أدعياء مناصرة فلسطين و من لف لفهم من التنظيمات الإخوانية والزمر الانتهازية التي تورطت في التآمر على ليبيا وسوريا قلعة الصمود وحاضنة المقاومة العربية في لبنان وفلسطين كما تآمروا سابقا على العراق وعلى نظامه الوطني فوقفنا وقفة عز وشموخ وكنا السباقين لفضح مؤامرة الربيع المزعوم
فوقفنا مع شعبنا في ليبيا ومع نظامه الوطني منذ الوهلة الأولى إدراكا منا لخطورة ما يحاك لأمتنا العربية الصامدة ولوحدة أقطارها وسيادتها ثم استمر نضالنا لنقف منذ الوهلة الأولى وقفة عز وشموخ في وجه المؤامرة الكونية التي استهدفت سوريا ونظامها الوطني أحد ركائز محور المقاومة في الوقت الذي تورطت فيه تنظيمات الأخوان والإسلام السياسي المتواطئ مع الدوائر الاستعمارية والصهيونية ولعل ما قامت به حركة النهضة ومن لف لفها من دور خبيث من خلال “احتضانها لما يسمى “مؤتمر أصدقاء سوريا” برعاية أمريكية وبمشاركة نظام التركي بقيادة أردوغان زعيم تنظيم الأخوان وعدد من أنظمة الخليج العميلة وبمباركة أدعياء الديمقراطية والتقدمية الذين هلّلوا لجرائم العصابات الإرهابية وللقصف والتدمير الذي تعرضت له سوريا الأبية وشعبها وجيشها وقيادتها تحت يافطة إسقاط النظام بل ساهمت حركة النهضة وتفريعاتها زمن حكومة الترويكا الفاشلة بإرسال شبابنا وتسفيره عبر ليبيا المكلومة بحكم الإخوان وسيطرة العصابات الإرهابية مرورا بتركيا اردوغان التي تورطت في العدوان على سوريا وليبيا مباشرة بقواتها العسكرية أو من خلال العصابات الإرهابية المسلحة الموالية لها فتكفلت باحتضان هذا الشباب المسفر ومن ثم تسهيل عبوره عبر الحدود السورية ليرتكب أبشع الجرائم في حق شعبنا في سوريا.
وإيمانا منا بثوابتنا الوطنية ووفاء لدماء شهدائنا وتضحيات مناضلينا سنواصل مسيرة نضالنا الدؤوب من أجل سيادة بلادنا ومناعتها ومن أجل قضايا أمتنا العربية العادلة وفي هذا الظرف الدقيق لن ندخر جهدا من أجل إنقاذ بلادنا وذلك بالعمل على إزاحة من تزعم تخريب الوطن وتدمير الدولة وبث الفتنة من تنظيم الإخوان وحلفائه منفتحين على كل القوى الوطنية التي ثبت انحيازها للوطن وقضاياه الراهنة من خلال مواقفها وممارساتها على الميدان من أجل الالتقاء في جبهة وطنية كفيلة بتحقيق المهام الملحة على قاعدة وضع البلاد على سكة المشروع الوطني القائم على مبدأ السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية واحترام الحريات الأساسية والدفاع عن القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
الطاهر الهازل : مستشار بلدي
23 جوان 2021