التونسيون المقيمون بالخارج: أين الإضافة بعد 25 جويلية؟

صوت الوطن : العدد 68 – 01 أوت 2023

    تشهد بلادنا هذه الأيام عودة مكثفة لأبنائها المقيمين بالخارج لقضاء العطلة وهم الذين لا تنقطع علاقتهم بها على مدى السنة مهما كانت المسافات التي تفصلهم عنها. ونظرا لعددهم الذي وصل إلى المليونين ولتعلقهم الكبير بوطنهم فهم في حاجة اليوم إلى الكثير من الاهتمام والإحاطة للالتحاق بمسار 25 جويلية بل وللمساهمة في إنجاحه. 

تداعيات اجتماعية وثقافية 

    تضررت علاقة التونسيون في الخارج ببلادهم خلال العشرية الماضية بعد أن تحولت المواقع الدبلوماسية الرسمية إلى مراكز تنفيذ برامج الأحزاب الحاكمة. فقد تردت الخدمات مثل البطء في استخراج وثائق الهوية أو تجديدها والارتفاع المشط في أسعار السفر وفي الخدمات القنصلية. واندثرت مؤسسات تعليم اللغة العربية التي وقع بعثها منذ ستينات القرن الماضي في عدة بلدان والتي كانت تقوم بدور هام في توطيد علاقة الأطفال ببلدهم وعوضتها مراكز تشرف عليها تنظيمات إرهابية تحت غطاء تعليم الدين الإسلامي. وتراجعت الأنشطة الثقافية الموجهة لأبناء المقيمين بالخارج عند زياراتهم إلى تونس.

مساهمة اقتصادية

    وفي المقابل ما انفك التونسيون المقيمون بالخارج يقومون بدور هام في تحريك الدورة الاقتصادية سواء عند زياراتهم أو بفضل الحجم المتنامي للتحويلات المالية مما ساهم في تحسين الاحتياطي الوطني من العملة الصعبة وبالتالي في استقرار الدينار نسبيا. وقد تجاوزت تحويلاتهم في الأشهر الأخيرة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة علما أن تحويلاتهم تتميز بأنها أكثر استقرارا وأقل تأثرا بالتقلبات من مصادر العملة الأخرى كعائدات السياحة. 

واجباتنا نحو أبنائنا

    من الواجب وضع خطة متكاملة للإحاطة بأبنائنا بالخارج ترتكز على تطوير مساهمتهم في التنمية الاقتصادية الوطنية بالاستفادة من كفاءاتهم وخبراتهم بمحاولة استقطابهم لبعث مشاريع في وطنهم الأم وتركيز قاعدة معطيات حولهم أو منصة للتفاعل معهم في مختلف المجالات بصفة دائمة. كما يستوجب العمل على الرفع من قيمة التحويلات والتقليص من كلفتها من خلال اعتماد الحلول الرقمية الحديثة وتركيز مؤسسات صرف تونسية في الخارج. كما يستوجب سد الشغورات في التمثيليات الديبلوماسية ومراجعة القانون الانتخابي بما يسمح باستكمال انتخاب بقية الممثلين عنهم في مجلس نواب الشعب. أما على مستوى توطيد علاقتهم بتونس فمن الضروري بعث مدارس وإقامة أـنشطة ثقافية دورية والعمل على تبسيط الخدمات الإدارية سواء في الخارج أو في تونس وتوفير رحلات ذات تعريفة منخفضة ومزيد الاهتمام بالتونسيين الموجودين خارج البلاد في وضعية مزرية أو غير قانونية

التونسيون المقيمون بالخارج: أين الإضافة بعد 25 جويلية؟
أنشره