يتواصل انخراط الشباب في معركة مواجهة الكوفيد وذلك بمناسبة حملات التلقيح بعد مساهمته في بداية ظهور الوباء في القيام بعمليات التعقيم وتوفير المؤونة للعائلات المحتاجة وتنظيم الطوابير أمام مراكز البريد وغيرها. وتمثلت المشاركة خلال الفترة الأخيرة في توعية المواطنين على التسجيل بمنظومة أيفاكس وتأطير المترددين على مراكز التلقيح وتوجيههم منذ استقبالهم حتى إتمام التلقيح. وهكذا تمكن الشباب المشارك من الاقتراب من واقع الناس ومعايشة معاناتهم مثلما وفر لهم فرصة التعرف على حجم العمل الشاق الذي يقوم العاملون في قطاع الصحة في معركة كوفيد خاصة هذه المرحلة الحساسة.
لقد أفاد العمل الشبابي اليومي المنجز الشباب الوطني مهما كانت الأطر التي ينشطون حيث مكنهم من فهم الواقع السياسي والاقتصادي في البلاد وهو تثقيف عميق وملموس يدعم قناعاتهم السياسية النظرية ويزيدها رسوخا. وعلى سبيل المثال فإن التعرف على مصادر التلاقيح التي تم استيرادها كلها بعد طول انتظار من شأنها أن تدفع الشباب إلى الوعي بضرورة العمل على تصنيعها في إطار مؤسسات وطنية حتى لا تبقى حياتنا مرتبطا بما وراء البحار. كما أن تقديم الخدمات إلى المواطنين من أبسطها إلى أصعبها تجعل الشباب جزءا لا يتجزأ من الشعب واع بشواغله دون ترفع أو تأفف خلافا لأولئك الذين يصورون العمل المنجز بمثابة تقديم خدمات إلى نظام الحكم. ولكن هل يصح الاختفاء وراء هذه التعلات وترك الشعب يعاني أم أن الأسلم الوقوف إلى جانبه وتوعيته بأسباب معاناته.
إن ما قام به الشباب في بعض المناطق يعتبر نموذجا يقتدى به مما يطرح حث جموع الشباب على الانخراط فيه وتشجيعهم على العمل التطوعي والتضحية من أجل الغير والالتصاق بهموم الشعب والعمل على خدمة الوطن. وهكذا تضاف هذه التجربة إلى تجارب سابقة خاضها المناضلون الوطنيون