التحق المغرب في بداية شهر ديسمبر 2020 بالموجة الجديدة من التطبيع الرسمي العربي بعد الإمارات والبحرين والسودان. وبذلك فقد أضحى أول بلد عربي من مغرب الوطن يكرس الخيانة في حق الشعب الفلسطيني ويمارس النفاق وهو الذي يرأس ملكه لجنة القدس.
أن هذه الخطوة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تندرج أساسا في إطار توسيع جبهة المطبعين العرب لفك العزلة على الكيان الصهيوني ومحاصرة قوى المقاومة من المحيط إلى الخليج. كما تهدف إلى بدء استهداف الجزائر بصفتها من آخر قلاع الصمود والتصدي بعد أن فشلت محاولات تخريبها عبر ” الربيع العربي “. أما عن مقايضة التطبيع بمجرد اعتراف ترامب عبر التويتر بأن الصحراء مغربية فلم يكن سوى إخراج سينمائي لإعطاء الملك مكسبا خياليا مفخخا يساعده على التعمية لتبرير إعلان العلاقات مع الكيان الصهيوني.
ومن ناحية أخرى كشف هذا التطبيع حقيقة تنظيم الإخوان المسلمين حيث انخرط حزب ” العدالة والتنمية“ المغربي في الصفقة ملتحقا بغيره من تنظيمات الإخوان ممن سعوا إلى التآمر على الشعب الفلسطيني مثل محمد مرسي الذي لم يكتف بعدم إلغاء اتفاقية كامب دافيد بل حاول توطين الفلسطينيين في سيناء وكذلك ” إخوان“ آخرون وقفوا إلى جانب الصهاينة لتدمير سوريا تحت قيادة زعيمهم أردوغان.
لقد اثبت الشعب المغربي على مدى التاريخ وقوفه إلى جانب فلسطين إذ تطوع المئات من أبنائه في حرب 1948 كما استبسل الجيش المغربي في تحرير الجولان في حرب 1973 وسقط عدة شهداء مغاربة في مراحل مختلفة دفاعا عن فلسطين من بينهم من تم تسليم رفاتهم في عملية صفقة الغفران التي أنجزها حزب الله سنة 2008. ومن آخر نضالات مناهضة التطبيع في المغرب تظاهرة كبرى شهدتها الرباط يوم 29 نوفمبر 2020 بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني دعت لها 55 منظمة مغربية مناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت عنوان ” فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”.