الفقيدة السيدة نعمة فنانة تونس الأولى كانت أكثر من فنانة

من حق كل شعب أن يفتخر بزعمائه ومفكريه وفنانيه. ومن حقنا بل من واجبنا أن نعتز بالفقيدة السيدة نعمة التي أطلق عليها الروائي يوسف ادريس لقب فنانة تونس الأولى في مهرجان ألفية القاهرة عام 1969.  بدأت الفقيدة خطواتها الأولى في المعهد الرشيدي الذي تأسس عام 1934 في إطار مواجهة المشروع الفرنسي الاستعماري

تتلمذت على أيدي كبار الموسيقيين التونسيين مثل خميس ترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي ثم انضمت سنة 1958 إلى فرقة الإذاعة للموسيقى والغناء التي تأسست سنة 1957 في خضم بناء الدولة الوطنية وما تضمنته من جهود على مختلف المستويات ساهمت فيها  نعمة بأغان مثل “لك المجد يا وطني” و“أحب بلادي“ و ”بلادي نحميها” و”بلدي الحبيب” و”اكتب يا تاريخ” و”ثورة بنزرت“ و“جيشك يا تونس يحميك“ و ”حيوا معي حيوا العلم” و “حطمنا بالعزم قيود”.

كانت لها علاقات متميزة مع عمالقة الفن العربي مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وفيروز ومحمد عبد المطلب وسيد مكاوي ولحن لها بعضهم عدة أغان كما سافرت إلى عدة أقطار عربية مثل مصر ولبنان وغنت “حيوا العروبة” و “لفلسطين ثرنا” و “لليبيا أزكى سلام”.

ومثلما تغنت أم كلثوم ببلدها “مصر التي في خاطري أحبها من كل روحي ودمي” ومثلما أحبت فيروز بلدها “بحبك يا لبنان يا وطني بحبك بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك” غنت نعمة لتونس “أنا اسمي تونس“ و “يا أم الروابي الخضر” و«أحب بلادي» و«بلادي نحميها» و”بلدي الحبيب” وغنت أيضا لكل شبر من تراب بلدها وعرفت بجمال مدنها “ما أجمل شطك يا نابل” و”يا ماشي لزغوان تدور” و”يا زين الصحراء وبهجتها” و “عين دراهم” و “البير والصفصاف والناعورة”.

الفقيدة السيدة نعمة فنانة تونس الأولى كانت أكثر من فنانة
أنشره
الموسومة على: