بعد صمت اليهود التونسيين على الجرائم الصهيونية:”الكوميدي” بوجناح يرقُص على وقع ” تراجيديا” إبادة غزة

بقلم د. بدر السماوي – جريدة الشعب: 9 نوفمبر 2023

ها أنّ ميشال بوجناح “الفنان الكوميدي” المزعوم والمدافع على “التراجيديا” التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ، والذي زار تونس عدة مرّات ونظم الحفلات بغطاء من بعض المروّجين لحياده بل لمناهضته للصهيونية، ها أنه يدلي مؤخرا بتصريح لإحدى الإذاعات الصهيونية تعليقا على ما يحدث في غزة هذه الأيام قائلا حرفيا : “إذا كان الغزاويون متفقين مع حماس فلا يصح الحديث عن خسائر جانبية” أي أنه لا يعتبر الانتقام من الغزاويين اعتداء على المدنيين الأبرياء وليس هناك ” خسائر بشرية” بل ” عمل شرعي” بدعوى أنّ سكان غزة مع حماس ومع المقاومة التي ذنبها الأكبر نضالها من أجل تحرير أرضها من الغاصب الصهيوني. لذلك يحق حسب بوجناح قتل أهل غزة وإبادتهم وارتكاب المجازر في حقهم . ثم يضيف قائلا للإذاعة الصهيونية: «نحن أمام متوحشين (أي مجاهدي حماس) كشفوا عن وجوههم الحقيقية حيث دبّروا عملا منظما برّا وبحرا وجوّا فهم كالنازيين.

هكذا أضحى المتوحشون الذين بنوا الكيان الصهيوني سنة 1948 على أنقاض مئات القرى الفلسطينية وارتكبوا أبشع المجازر ضد الشيوخ والأطفال والنساء، أضحى هؤلاء المتوحشون ومفتيهم ميشال بوجناح يصفون من يدافع على أرضه من تدنيس الصهاينة المغتصبين بالمتوحشين . والحقيقة اننا لم نشاهد على وجه الأرض من هم أكثر وحشية وإرهابا من الصهاينة الذين لا إنسانية لهم والذين جُبلوا على الإبادة والقتل والإجرام ومن داعميهم الأمريكان الذين أقاموا حضارتهم على إبادة شعب الهنود الحمر والذين ارتكبوا مجازر في كل أنحاء العالم ذهب ضحيتها الملايين من البشر في العراق وسوريا وليبيا وفيتنام والشيلي وأمريكا الجنوبية. وكذلك لم نر اكثر توحشا من الغربيين الذين عاثوا قتلا وتنكيلا في القارتين الأمريكيتين وفي أفريقيا وفي الجزائر وليبيا وغيرها .

لقد أصبح اتهام كل مدافع عن أرضه وكل مناضل ضد الصهيونية بأنه نازي مهزلة. فإذا كانت النازية ما ارتكبه هتلر بحق الإنسانية ومنها على سبيل الذكر 25 مليون قتيل من الاتحاد السوفياتي فقط فإنّ النازية الجديدة يجسّدها أحسن تجسيد الكيان الصهيوني الدموي الاستئصالي العنصري وداعموه الأمريكان والغربيون والأوكرانيون الذين يعلنون نازيتهم جهارا. ويواصل بوجناح رقصاته بالقول “حين قصف الأمريكيون برلين في الحرب العالمية الثانية لم يتكلم أحد . فالكل وجد ذلك شرعيا لأنه نضال ضد النازية. ونفس الشيء ينطبق على أمريكا عندما ألقت قنبلتين نوويتين على اليابان فقد كان ذلك ” مبرّرا” مضيفا “أظن أن الجيش “الاسرائيلي” جيش عظيم ومُكوّن من عقول ” كبيرة”. فهذا المجرم الحاقد يبرر مجازر الكيان الصهيوني الدموية بأنه “شرعي” على غرار “شرعية” القصف الامريكي الجنوني على برلين وإلقاء القنابل النووية على اليابان التي قتلت قرابة 100 ألف وشوهت أكثر من 200 ألف. وهذا ليس غريبا ، فوزيرهم في الكيان الصهيوني طالب منذ ثلاثة أيام بمحو غزة بالقنابل النووية.

إن بوجناح كصهيوني يرقص على تراجيديا الدماء والقتل رغم أن “لا شرعية «للكيان الصهيوني ولا شرعية لما ينفذه ولا شرعية لنظرية “الدفاع عن النفس” . فالصهاينة مغتصبون ومحتلون ومقابل ذلك تعطي كل النواميس البشرية والمواثيق الدولية الشرعية للشعوب لتقرير مصيرها وتحرير أرضها . فالشرعية هي للشعب الفلسطيني ونضاله ومقاومته و ل” قساميه ” ول “سراياه” ولمختلف فصائله ولا شرعية للصهاينة ولبوجناح. أما خاتمة تصريح بوجناح فهي مضحكة إذ يصف الجيش الصهيوني بأنه “عظيم” وهو عظيم فعلا في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهو عظيم جدا في فراره من ساحات المعركة والبكاء والعويل وهو أكثر من عظيم بالقصف الجبان عن بعد لكل أثر للحياة . أما ضباطه من “العقول الكبيرة” فقد شاهدنا هذه العقول الحقيرة التي لا تعرف إلا التهديد والوعيد والحقد والانتقام وحرق الأخضر واليابس من أجل اعادة الاعتبار لنفسها ولجيشها المهزوم الذي زادت ممارساته الارهابية من غوصه في الوحل .

إن هذا المجرم ليس سوى عيّنة من الصهاينة الذين لو كانت لهم القدرة لأبادوا تونس أيضا لمعارضتها كيانهم الغاصب .إنّه عينة لمن يقع تبرير قدومهم لتونس وتدنيس أرضها وفضاءاتها . والتذكير فقد كان الاتحاد العام التونسي للشغل دعا وزارة الشؤون الثقافية في جويلية 2017 إلى إلغاء عرض ميشال بوجناح على مسرح قرطاج الأثري في إطار الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي ومن كل المسارح التونسية لمواقفه الصهيونية ولمناصرته لكيان عنصري فاشي ووقوفه إلى جانب السفاح شارون وقيادة مظاهرات داعمة له فضلا على تفاهة عروضه من الناحية الفنية وخواء المضامين التي يقدمها. كما نظمت آنذاك عدة فعاليات وطنية وقفات احتجاجية ورفعت قضية لإيقاف العرض لكنها رفضت.

فليوضع هذا الإرهابي اليوم على قائمة الممنوعين من دخول تونس وكفانا من البعض تبريرا وتنظيرا لمواقف هذا الصهيوني وأمثاله بدعوى أنّهم تونسيون فليس بتونسي من يعادي الحق الفلسطيني وليس كوميديّا من يصفق لأفدح تراجيديا عرفتها البشرية خاصة بعد أن أصبح الفرز ايسر واوضح منذ انطلاق طوفان الأقصى.

بعد صمت اليهود التونسيين على الجرائم الصهيونية:”الكوميدي” بوجناح يرقُص على وقع ” تراجيديا” إبادة غزة
أنشره