( 1 أوت 1946- 8 سبتمبر 2020)
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
يغادرنا اليوم المناضل الوطني محمد العربي عزوز بعد مسيرة سياسية طويلة خاض فيها عدة تجارب جمع بينها عشقه لتونس وحبه لشعبها وتواضعه واحترامه لرفاق دربه. يغادرنا بعد حياة صعبة عاش فيها اليتم والتشرد والتحم خلالها بالجماهير الشعبية في عدة مدن وقرى.
يغادرنا المناضل الذي كان له شرف تأسيس الخط الوطني الديمقراطي في بداية سبعينات القرن الماضي الذي بني على معاداة الإمبريالية والكمبرادور والإقطاع فكان “محمد العربي” يصر على وضع المسألة الوطنية في المقام الأول ويؤكد على ربط المسألة الديمقراطية بالمسالة الوطنية.
كان من مؤسسي “الشعلة” وتربى على يديه جيل كامل من المناضلين فساهم في انتشار الفكر الوطني الديمقراطي في الحركة النقابية وفي الحركة الطلابية وكانت فلسطين حاضرة في مواقفه منذ بداية نشاطه السياسي وكان متبنيا للقضايا الأممية.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
كان له شرف ابتداع تكتيك العمل النقابي سنة 1978 والذي تكرس في بعث لجان المبادرة النقابية في كل الجهات والقطاعات وساهم في إصدار جريدة الشعب بطريقة سرية لتعزيز المقاومة النقابية والتمسك بالقيادة الشرعية للاتحاد العام التونسي للشغل.
عاش تجارب الاختفاء في السرية وويلاتها وقصة السجن وملاحمه واعترف أنه حارب بورقيبة ودخل السجن لكنه اعترف أيضا أنه يكنّ له كل الاحترام لما قام به لفائدة تونس ولفائدة المرأة بالخصوص.
كان أستاذنا مفكرا متميزا ينبذ الكسل الفكري وحاملا هموم شعبه، نشر ثلاثة كتب وله كتابات جاهزة للنشر لكنه أذعن على ذلك لارتفاع الكلفة ولتراجع الإقبال على القراءة.
جلب لنفسه الاحترام والتقدير لثقافته الواسعة وتدويناته الصريحة والجريئة التي ظل يلجأ إليها حتى في ظل تدهور حالته الصحية والتي عبر في بعضها بما يلي ” عندما ترهقني الوحدة وحالتي الصحية الهشة وخيبات الحاضر المتكررة ينتابني نوع من الضعف ككل خلق الله فأهرب ظرفيا إلى الماضي وأغرق في الدفاتر القديمة”.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
بقي فقيدنا يراقب الحياة السياسية ويحللها بطريقة ساخرة منتقدا اليسار على تكلسه ومركزا على أعداء الشعب الرئيسيين خفافيش الظلام الذين انتعشوا في ظل ما سماه بسنوات المتاهة.. السنوات العجاف.. ظل صامدا وشامخا كنخل نفطة ومتفائلا إلى آخر رمق في حياته فقد كتب في آخر تدوينة له إثر تفجير مرفأ بيروت بأن لبنان كما سوريا كما فلسطين كما تونس ينتسبون إلى كنعان وكنعان هو الفارس الشجاع الذي لا يقهر، هو الفارس الذي حتى بعد موته ينهض من رماده ويعود كما كان أقوى.
رحم الله المناضل والقائد والمفكر محمد العربي عزوز ورزق أهله وذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حركة النضال الوطني
الجلاز في 9 سبتمبر 2020