تونس تشارك عسكريا على الجبهة المصرية وطبيا على الجبهة السورية

بعد يومين من انطلاق الحرب قررت السلطات التونسية إيفاد وحدات عسكرية إلى الجبهة متمثلة في فيلق مشاة ضم 1100 فردا وعين في الجبهة المصرية للدفاع عن قطاع يبلغ طوله 20 كلم يقع مباشرة أمام العدو مستقرا  في منطقة “دلتا النيل ” لحماية ظهر القوات المصرية المتقدمة في عمق سيناء. وقبل سفرهم ألقى فيهم الرئيس الحبيب بورقيبة كلمة لتشجيعهم على خوض الحرب.

وإثر حدوث ثغرة الدفرسوار تدخّلت القوّة التونسية وحاصرت القوات الصهيونية بقيادة شارون وقتها وأوقفت تقدّمه .وقد أبلى الفيلق التونسي الذي كان يقوده العقيد عبد العزيز سكيك  البلاء الحسن وتمكّن رغم تواضع عدده من إحداث خسائر فادحة في صفوف العدوّ.

 وعلاوة على الجانب العسكري ساهمت تونس في تقديم خدمات طبية سواء بالخبرات أو بالأدوية أو الدم فشاركت بوفد طبي ترأسه الدكتور زهير السافي صحبة عدة أطباء وممرضين ثم عوضه الوفد الثاني برئاسة الدكتور سعيد المستيري. وكانت البعثة التونسية أول بعثة طبية تصل إلى دمشق وذلك يوم 8 أكتوبر 1973 في حين وصلت الثانية يوم 17 أكتوبر 1973 واستقرت البعثتان بمستشفى ” المجتهد” وهو من أكبر المستشفيات السورية.

وأشاد الدكاترة التونسيون بكفاءة الأطباء السوريين مشيرين إلى أنّ اللغة الطبية المستعملة بينهم كانت اللغة العربية. كما تم منذ الأيام الأولى إرسال 70 قارورة دم إلى دمشق عن طريق الجو. ووقع توجيه تسعة أطنان من الملابس والأدوية والمواد الغذائية وكمية من الدم إلى بيروت سلمت إلى منظمة التحرير الفلسطينية. وتوجه يوم 17 أكتوبر 1973 إلى الجبهة المصرية وفد طبي يتركب من 5 أطباء جراحين و15 ممرضا مختصا محملين بكميات من الأدوية وأدوات الجراحة ومستلزماتها.

ومن ناحيته احتج الهلال الأحمر التونسي لدى الصليب الأحمر الدولي .على قيام الكيان الصهيوني بقصف المدنيين والمستشفيات والمدارس ومستعملة قنابل النابالم.

وقد أثنى التونسيون الذين عادوا إلى تونس بعد انتهاء مهامهم ببطولات الجيوش العربية وبالاندفاع الجماهيري الذي وصل إلى إصابة بعض المواطنين في دمشق بأزمة قلبية من فرط الفرح إثر إلقاء القبض على أسرى صهاينة. ومن بين العائدين الذين أدلوا بشهادات ممرضان شاركا في علاج الجرحى في دمشق فقد استعرضا بعض البطولات التي شاهدوها مثل حالة أحد الجرحى الأردنيين الذي جيء به من الجولان بعد أن تحطمت الدبابة التي كان على متنها فقال “يا ريت مت أنا وما تكسرت الدبابة” علما بأنه بقي ثلاثة أيام دون أكل. كما تعرفا في سوريا على شاب عراقي عمره 17 سنة أخرجوا من بطنه خرطوشة وكان شجاعا مفتخرا بمشاركته في محاصرة 200 دبابة صهيونية. 

تونس تشارك عسكريا على الجبهة المصرية وطبيا على الجبهة السورية
أنشره