حركة النهضة تتخبط

تتخبط حركة النهضة المتنكرة لانتسابها لتنظيم الإخوان العميل في مواقفها وبياناتها خاصة بعد الخطوات الجريئة في 25 جويلية التي وجهت لها من طرف رئيس الجمهورية من خلال سحب البساط من تحت مرشدها وشيخها الغنوشي الذي سعى للسيطرة على مقاليد الحكم والدولة لتنفيذ مشروعه الخبيث بالسيطرة على المغرب العربي و إلحاقه بالإمبراطورية العثمانية المزعومة بقيادة تنظيم الإخوان الإرهابي.

فهاهي اليوم تشهد انشقاقات و استقالات وإقالات تعبر عن حجم التصدع الذي أصاب كيان تنظيمهم الذي اهتز من أول ضربة. أما ما تروجه رموزه من شعارات مراجعة خيارات الحركة والدعوة للإصلاح والحوار لا يعدو أن يكون سوى محاولة لذر الرماد في أعين أنصارها و حلفائها و أسيادها عسى أن تضمن لنفسها ولتنظيمها فرصة التموقع لإنعاش مشروعها ومشروع تنظيم الأخوان المترنح جراء تتالي الضربات الموجعة التي توجهها له سواعد القوى الوطنية في تونس وفي منطقتنا العربية .

معتمدة أساسا على الدعم الإمبريالي الغربي الذي تلقته هذه الحركة العميلة المتسترة بالدين من خلال الشروط و الضغوطات التي تمارسها الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا لإنقاذ حليفتها في تونس ومنطقة المغرب العربي بدعوى  ضرورة عودة ما يسمى “المسار الديمقراطي” و “البرلمان”  أين تتموقع هذه الحركة المجرمة و تخدم بكل تفان مخططات الأعداء ومؤامراتهم .وهو ما شهدته تونس أخيرا  بداية بزيارة الوفد الأمريكي مرورا  بمكالمة ماكرون و أخيرا الكلام الخطير الذي أدلى به الناطق باسم البرلمان الأوروبي في تدخل سافر منتقدا قرار رئيس الجمهورية قيس سعيد بتمديد التدابير الاستثنائية واستمرار تعليق أعمال البرلمان واصفا إياه بـ”المرعب” و”المنافي للديمقراطية  وبمثابة الهجوم على ” قلب الدّيمقراطية التونسية!”  كل ذلك يصب في إطار ممارسة الضغوط بتعلة عودة البرلمان بغاية إعادة حركة النهضة إلى المشهد و إعادة رسكلتها وتحديد مهامها الجديدة في ضمن الصفحة المعدّلة لربيع الخراب ..

تضارب البيانات والمواقف لحركة النهضة و توابعها بين المنددة بإجراءات الرئيس سعيد في 25 جويلية و المهللة لها بل حتى دعوات الحوار مع قيس سعيد و التعبير عن التنديد باستهدافه وصولا إلى قرار إعفاء كل أعضاء المكتب التنفيذي لحركة النهضة والذي ناقضه في نفس اليوم وقبل أن يجف حبره بيان آخر أصدرته حول قرار الرئيس التمديد في التدابير الاستثنائية المتخذة بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 80 لسنة 2021 المتعلق بتعليق اختصاصات مجلس نواب الشعب برفع الحصانة البرلمانية عن كل أعضائه، وذلك إلى غاية إشعار آخر واصفة إياه بالمخالف للفصل 80 وعبرت عن انشغالها مجددة على وصف إجراءات 25 جويلية بالمناقضة لمقتضيات الدستور ومواصلة في خرق بنوده .

كل هذا التخبط والتذبذب في المواقف هو نتيجة حتمية لطبيعة هذه الحركة وخياراتها وسياستها المعادية للبلاد والعباد.

الطاهر الهازل :مستشار بلدي

24 أوت 2021

حركة النهضة تتخبط
أنشره
الموسومة على: