عقدت الفصائل الفلسطينية في بداية شهر فيفري 2021 بالقاهرة انبثق عنه بيان يعلن عن إجراء انتخابات تشريعية يوم 22 ماي 2021 ورئاسية يوم 31 جويلية 2021 تليها انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في 31 أوت 2021. وقُوبل هذا التوجّه الذي اتفقت فيه فتح وحماس باحتراز فصائل وازنة.
وليست هذه الدعوة معزولة على التطورات السياسية على المستوى الدولي والعربي والفلسطيني. فما أن طُوِيت صفحة “ترامب” حتى هرعت عدّة قُوى لترتيب أوراقها بحلول ركب “بايدن” ومعه سياسة الخداع التي يتميّز بها الحزب الديمقراطي الأمريكي. فهرعت بعض الدول العربية إلى التطبيع في حين عمدت دُول أخرى إلى التناغم مع الطرح الأمريكي الجديد-القديم الدّاعي إلى المُفاوضات التي لا تنتهي مع العدوّ في حين يعمد هذا الأخير إلى قضم الأرض وطرد الشعب وتوطين اللاّجئين في الشتات وابتلاع القدس والضفة وإنهاء القضية الفلسطينية .وتداعت بعض الدول لترتيب “المُصالحة” الفلسطينية على غِرار المُصالحة الخليجية والمُصالحة الليبية. ووجد خط الاستسلام في الساحة الفلسطينية التي تُمثله السلطة في التصريحات الأمريكية الداعية للعودة للمُفاوضات القشّة التي تتمسّك بها لإبداء حُسن النيّة وترتيب الصفوف و”تجديد الشرعية” والعودة بقوة للمُفاوضات الوهمية مع العدوّ. وتجد السلطة في بعض الأنظمة المُتصالحة مع العدوّ حاضنة لها للسير في هذا الطريق المسدود والمُخرّب للصف الفلسطيني والمُفرّط في فلسطين.
إنّ المسار المطروح تحت يافطة “الوحدة الفلسطينية” والانتخابات مسار مَلغوم يُمكن أن تكون نهايته مزيد الانقسام والتناحر بين خط المقاومة وبين خط الاستسلام. لذا يبقى المَخرج الوحيد للقضية الفلسطينية تعزيز وحدتها على أساس المقاومة الوطنية الشاملة ورأس حَربتها الكفاح المُسلّح، وهذا ما لم يتراجع عنه الشعب الفلسطيني حيث ظل يمارس شتى أشكال النضال من مُظاهرات ومُواجهات بالحجارة وبالزجاجات الحارقة بل بالأسلحة الأوتوماتيكية. وتجد هذه المقاومة دعما لها من خارج فلسطين فيما يقوم به حزب الله في لبنان الذي أكد أمينه العام حسن نصر الله مؤخرا ” أنّنا لسنا أمام مُجرّد زمن الردع والدفاع بل نحن في زمن محور المقاومة” يُضاف إلى ذلك صمود سوريا البطولي وانتفاضة أهالي الجولان المحتل المُستمرّة وبَوادر المُقاومة المُسلّحة في هذه الرقعة الغالية من أرض الوطن.
هذه خلاصة الرُّؤية لتحرير فلسطين وكامل أرضنا العربية الطاهرة: تعزيز محور المقاومة في كل مكان وفي كل ركن وفي كل زاوية مهما كانت بساطة الفعل المقاوم في وجه العدوّ الصهيوني السّائر حتما نحو الزوال.