
تونس وفلسطين: موقف سيادي ثابت لا يخضع للمزايدات
مرة أخرى برهنت تونس أنّ موقفها من القضية الفلسطينية سيادي ثابت لا يخضع للمزايدات. فقد “احتضنت” أسطول الصمود التضامني رغم الضغوط والتكاليف، مؤكدة أنّ بوصلتها الوطنية لا تحيد. لكن بعض منظمي الأسطول اختاروا الانحراف بوجهة الأحداث محاولين استفزاز الأمن والبحث عن صدام سياسي يحرج الدولة، بل سعوا إلى توظيف القضية لأغراض مشبوهة واستغلال عاطفة التونسيين الصادقة تجاه غزة.
ولا يمكن في هذا السياق إغفال الغموض الذي رافق تأخير انطلاق الأسطول بتعلات واهية، ثم اختيار التجمع في ميناء حساس يقع بالقرب من أهم مقر سيادي في البلاد، قبل الانتقال لاحقاً إلى ميناء آخر لا يقل حساسية باعتباره يضم أهم القواعد العسكرية الوطنية.
كما أنّه، رغم عفوية ونزاهة العديد من المشاركين والفاعلين، فإنّ وجود بعض العناصر المشبوهة المحسوبة على أطراف سياسية معادية، كحركة النهضة واليسار الانتهازي، في الهيئة القيادية لهذا الأسطول، يثير شكوكاً حول أهداف المبادرة وحقيقة توجهاتها وهو ما اتضح من وقائع قافلة الصمود البرية.
ومع تواتر الحوادث الغامضة والاتهامات المتسرعة، بدأ الرأي العام يكتشف حقيقة هذه الأطراف التي خسرت ثقة التونسيين بعدما أرادت أن تنحرف بالمعركة مع العدو الصهيوني لتجعل من غزة غطاءً للمناكفات والتمعش السياسي.
تونس التي لم يتردد أبناؤها يوماً في الدفاع عن فلسطين هي الدولة الوحيدة التي فتحت موانئها رغم التهديدات، لكنها لا تقبل أن تكون أرضها مسرحاً لمغامرات سياسية. هنا الموقف واضح: سيادة تونس ومناعتها… والمعركة هي مع العدو الصهيوني وفلسطين تبقى قضيتنا المركزية بلا استغلال ولا مزايدات.